عاجل/ هذا ما تقرر في جلسة محاكمة المحامي أحمد الصواب….    رفض الإفراج عن مدير عام سابق لبنك عمومي ورجل أعمال    عاجل: البنوك باش تعمل إضراب يومي 3 و4 نوفمبر.. شنوّة الخدمات اللي باش تبقى؟    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    شنوّا صاير؟ علاش الإعتداء على وسائل النقل في تونس؟    تحذير من فيضانات خطيرة في نيويورك: وفاة شخصين والرحلات تتعطل    الرابطة الأولى: تعيينات حكام مواجهات الجولة ال12 ذهابا    أبطال إفريقيا: بيراميدز المصري يصعد الى دور المجموعات    الرابطة المحترفة الثانية: تعيينات حكام مقابلات الجولة السابعة..    دورة الهاشمي رزق الله الدولية لكرة اليد: المنتخب الوطني يفوز على نظيره الغيني    أحمد الجزيري معلقا على الإضراب : ''تلفوني محلول و ينجموا يتصلوا بيا نص الليل و لا الخمسة متا الصباح''    تعرف شنوّة يصير في بدنك كان تشرب الدواء هذا مع القهوة؟    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول الموز يومياً..    عاجل/ تفاصيل العرض الأميركي لحماس..    عاجل/ تخريب عدد من وسائل النقل العمومي في العاصمة..وهذه التفاصيل..    ريم الثابتي: "أبناء قابس ما رقدوش.. وننتظر قرارًا ينهي الجريمة البيئية"    قيس سعيّد عن منظومة الطب الحالية: ''نظام تجاوزه الزمن وحان وقت التغيير!''    الإدارة العامة للأداءات تحدد الرزنامة الجبائية لشهر نوفمبر 2025    طقس اليوم: أمطار متفرقة ومؤقتا رعدية تشمل هذه المناطق    عاجل: ر.م.ع شركة النقل يكشف حيثيات وفاة شاب سقط من المترو    عاجل/ جريمة مروعة تهز القيروان..وهذه التفاصيل..    من أجل تنمية المواهب الشابة وتعزيز الموسيقى الكلاسيكية: افتتاح مقر أوركسترا الفجيرة الفلهارمونية    زغوان: انطلاق موسم جني وتحويل الزيتون بالجهة    هام/ بداية من الغد.. اجراء جديد يهم حوادث المرور وتعمير ال"Constat"..#خبر_عاجل    عاجل/ الاحتلال يُواصل خرق الاتفاق..قصف لمنازل الفلسطينين وهذه حصيلة الشهداء..    ارتفاع وفيات سيول فيتنام إلى 13 وفقدان 11 آخرين    السودان.. اعتقال السفاح "أبو لولو" بعد فيديوهات تلذذه بإعدام ضحاياه وتصويرهم    حزب الله يعيد تسليح نفسه.. وتحذيرات من تجدد الحرب مع إسرائيل    ترامب يعتزم إحكام السيطرة على واشنطن    القيروان: مجهول يمتطي دراجة نارية يطلق النار على شاب عشريني فقتله    فضائل الصدقة في الإسلام    العوينة: خلاف ينتهي بمقتل حفيد وزير أول أسبق    خطبة الجمعة: الغفلة وآثارها    دورة الهاشمي رزق الله الدولية لكرة اليد: المنتخب التونسي يفوز على نظيره الغيني 32-27    عاجل: دخول السفينتين'حنبعل 3' و'حنبعل 4' حيّز الاستغلال الرسمي في مجال المراقبة البحرية    حالة الطقس هذه الليلة    خالد بن يحيي مدربا جديدا للاتحاد الليبي    توزر: ارتفاع في وتيرة الحجوزات بالوحدات السياحية وفي عدد الليالي المقضاة بنسبة 15,2 بالمائة    توزر تحظى باهتمام كبير على مستوى الدعاية والترويج في ظلّ تحسن مؤشر الاستثمار السياحي (مدير عام الديوان الوطني للسياحة)    الرابطة 1 : الترجي الرياضي يهزم النادي البنزرتي بثنائية ويشدد الملاحقة على الصدارة    العاصمة: هذه القاعة السينمائية تُغلق أبوابها نهائيا    بودربالة يطلع على الوضعية المهنية لعدد من المتعاقدين بمراكز الفنون الدرامية والركحية    عاجل/ الكشف عن السعر المبدئي للتر الواحد من زيت الزيتون    مؤسسة الأرشيف الوطني ستعمل على حفظ الوثائق السمعية البصرية من الإتلاف وبناء استراتيجية لرقمنة المحامل القديمة (مدير عام الارشيف الوطني)    "جائحة الوحدة": لماذا نشعر بالعزلة في عالمٍ فائق التواصل؟    اليوم الجهوي حول الرضاعة الطبيعية يوم 4 نوفمبر المقبل بالمركز الثقافي والرياضي للشباب ببن عروس    الدورة الرابعة للبطولة الوطنية للمطالعة: حين تصبح المطالعة بطولة.. وتتحول المعرفة إلى فوز    عاجل : مصوران يفقدان حياتهما أثناء تصوير إعلان في بورسعيد    قفصة: الدورة 35 للمهرجان الإقليمي للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب والمؤسسات الجامعية يوم 31 اكتوبر الجاري    الملتقى الدولي حول 'الانسانية المعززة.. الفنون والتفرد.. تصورجديد لاخلاقيات الغد وجماليته ' من 12 الى 15 نوفمبر 2025 بجامعة قابس    داومان جوهرة أرسنال يصبح أصغر لاعب سنا يشارك أساسيا في تاريخ النادي    قبلي: توقف عدد من فلاحي منطقة جمنة عن جني تمورهم بسبب تخفيض اسعار قبول دقلة النور من طرف عدد من المجمعين    تمضغ ''الشوينقوم''على معدة فارغة ...حاجة خطيرة تستنى فيك    أكثر أمراض القطط شيوعًا    عاجل/ سقط من الحافلة: أول تصريح لوالد طفل ال13 سنة بعد وفاته..    العوينة: مقتل شاب طعناً بسكين والنيابة العمومية تأذن بفتح بحث تحقيقي    سرقة اللوفر.. اعترافات جزئية ومصير مجهول لمجوهرات بقيمة 88 مليون يورو    بالفيديو : صوت ملائكي للطفل محمد عامر يؤذن ويقرأ الفاتحة ويأسر قلوب التونسيين...من هو؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد صلاح الدين المستاوي يكتب لكم : في ذكرى مرور 44 سنة على وفاة الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله

في مثل هذا اليوم 18 سبتمبر من سنة1975 انتقلت روح الشيخ الحبيب المستاوي إلى بارئها راضية مرضية( بعد امساكه للصيام وقيامه للصلاة) عن عمر لم يتجاوز اثنين وخمسين سنة كان مليئا بالبذل والعطاء إلى اخر يوم من عمره المبارك.
ولد الشيخ الحبيب في منطقة الرقبة تطاوين(بالجنوب الشرقي) في بداية عشرينيات القرن الماضي في احضان اسرة متواضعة وعلى يدي جده الشيخ احمد حفظ القران الكريم والتحق على اثر ذلك بجامع الزيتونة صحبة مجموعة من اقرانه نذكر منهم( الشيخ الحبيب النفطي حفظه الله والشيوخ عمر الواعر وعمر بوفلغة والبشير البركا وي واحمد والطاهر بوطبة وغيرهم رحمهم الله) كان الشيخ الحبيب ورفاقه مثال الانكباب والاجتهاد في التحصيل العلمي على ايدي شيوخ الزيتونة وكانوا رحمهم الله في صبر ومصا برة منقطعة النظير على شدة ظروفهم الماد ية التي تضطرهم الأيام والليالي العديدة إلى الاكتفاء باقل القليل مما بين ايديهم من الزاد يتقاسمونه بينهم بالسوية وقد قصوا علينا الظروف الصعبة جدا التي مروا به مما لايتسع المجال لذكره
تخرج الشيخ الحبيب المستاوي من جامع الزيتونة حاملا شهادة العالمية ليباشر التدريس في الفرع الزيتوني بمدنين الذي نقل منه بسبب انشطته الوطنية والاجتماعية إلى فرع قفصة حيث واصل نضاله هناك بنفس الحماس وعاد بعد ذلك للتدريس بفرع تطاوين وفي تلك الفترة كانت له انشطة حزبية ونقابية وثقافية مكثفة فقد كان رحمه الله ينظم الاجتماعات ويلقي الخطب الحماسية المؤججة لعواطف المنا ضلين ويكتب المسرحيات الاجتماعية الهادفة وينطم الاناشيد والقصائد التي تذكي حماس الشباب الذي التف حوله تفاعلا مع ما تعيشه البلاد في تلك الفترة من نضال وطني من اجل تحرير البلاد من ربقة الاستعمار وكان الشيخ رحمه الله من ابرز رموز الحركة الوطنية وناله مانال اخوانه من اضطهاد وتضييق.
بعد الاستقلال كان للشيخ الحبيب رحمه الله دور كبير في اصلاح ذات البين والدعوة إلى الصلح بين الطرفين المتنازعين على زعامة البلاد وكان له الدور البارز في العفو الذي اعلنه الزعيم الحبيب بورقيبة على من كانوا ستسلط عليهم عقوبة الاعدام ممن اختاروا الانحياز إلى صف الزعيم صالح بن يوسف
لم يمكث الشيخ الحبيب المستاوي طويلا في الجنوب بعد احراز البلاد على الاستقلال إذ اختير ضمن بعثة تعليمية زيتونية للتدريس بليبيا في بداية الستينيات وكان للشيخ الحبيب رحمه الله في طرابلس نشاط متميز فكان يدرس في معهد احمد باشا التابع للجامعة السنوسية ويلقي الدروس الوعظية في مساجد مدينة طرابلس ويعد للاذاعة الحصص الدينية الصباحية والمسائية و يشارك فيما يقام من احتفالات دينية(المولد والهجرةوالاسراء واحتفالات نصرة الشعبين الفلسطيني والجزائري)
وارتبط الشيخ الحبيب بعلاقات متينة مع نخبة الشعب الليبي من امثال المشا ئخ عبد السلام خليل وخليل المزوغي وخليل القندي ومحمود صبحي وفتح الله حواص ومحمد نشنوش وعبد اللطيف الشويرف والمفتيين الطاهر الزاوي وعبد الرحمان القلهود وغيرهم كثيرين رحمهم الله فقد التحق اغلبهم بجوار الله وكان الشيخ الحبيب يحظى لديهم جميعاعلى اختلاف توجهاتهم بالاحترام الشديد وطل بينه وبينهم تواصل متين إلى اخريات حياته فلم ينقطع بينهم التزاور وقد توسط الشيخ الحبيب لهم لدى فضيلة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور رحمه الله لما كان عميدا للكلية الزيتونية كي يسووا وضعياتهم فشاركوا في الامتحانات ونالوا شهاداتهم من الزيتونة وهي منة ظلوا يحفظونها لتونس وللزيتونة ولصديقهم المخلص الشيخ الحبيب.
عاد الشيخ الحبيب إلى تونس على اثر ذلك لينتدب للتدريس بالكلية الزيتونية حيث اوكل إليه الشيخ الفاضل صحبة عدد من شيوخ الزيتونة ان يشرفوا على تخريج نخبة من خيرة الوعاظ وكان الشيخ يشرف على الجانب التطبيقي من تكوين هؤلاء الوعاظ بتدريبهم على الخطابة والتدريس في جامع مقرين الذي كان اول خطيب له في اوائل الستينياات والى ان توفي سنة1975وكان هذا المسجد منطلقا لنشاط ديني مكثف في المنطقة حيث انطلقت منه الكتاتيب والمساجد التي تاسست في المنطقة.
واضا ف الشيخ الحبيب إلى نشاطه في التدريس انشطة حزبية فكان رئيسا لشعبة مقرين الدستورية ومنها كان حضوره في الانشطة الحزبية المحلية والجهوية والمركزية التي تكثفت شيئا فشيئا لتتوج بمشاركته المتميزة في اشغال مؤتمر الحزب في المنستير والذي انتخب فيه عضوا للجنة المركزية على اثر خطاب مدو شد إليه الاهتمام وضع فيه النقاط على الاحرف بجراة وشجاعة وصراحة كلفته بعد ذلك ما كلفته ولكنه ظل مؤمنا بالنهج الذي اختاره إلى اخر حياته رغم ما ناله من اضطهاد ومضايقة وابعاد.
كانت للشيخ الحبيب في تلك الفترة من1964الى1975انشطة قل ان يستطيع القيام بها شخص بمفرده فقد كان يدرس بالكلية وكانت له ساعات تدريس بالاكاديمية العسكرية وكان يعد للاذاعة الوطنية حصتين اسبوعيتين(حصة تفسير وحصة حديث صباح) وكان يلقي دروسا عامة في مسجد سبحان الله و جامع الزيتونة وجامع الزرارعية وجامع سيدي البشير ولم يكد يترك مدينة وحتى قرية من قرى الجمهورية الاوالقى فيها درسا اومحاضرة خصوصا في المواسم والمناسبات الدينية.
وفي المؤتمر المشهود لجمعية المحافظة على القران الكريم انتخب باجماع كبير كاتبا عاما ضمن تشكيلة تراسها فضيلة الشيخ محمد الشاذلي النيفرحمه الله ضمت نخبة من خيرة الشيوخ والاساتذة لفتت الانتباه في نفس الفترة اسس الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله مجلة جوهر الاسلام سنة1968وظلت تصدر إلى تاريخ وفاته وواصلت بعد ذلك الصدور الى سنة1986سنة احتحابها لتستانف الصدور من جديد قبل سنتين في نفس الخط والنهج الذي سطره لها مؤسسها خط الوسطية والسماحة والاعتدال وهي تحتفل الان بمرور50سنة على تاسيسها في اشارة دالة على ان ماكان لله دام واتصل من خلال جوهر الاسلام وبواسطتها انفتحت للشيخ افاق جديدة لخدمة الاسلام فقد فتح الشيخ الحبيب المستاوي صفحات جوهر الاسلام لكبار علماء وشيوخ العالمين العربي والاسلامي والاشقاء من بلدان المغرب العربي ويشهد الفهرست الذي اعدته المجلة قبل سنوات قليلة بثراء مانشره هؤلاء على صفحات جوهر الاسلام في قسميها العربي والفرنسي وقد اعدت على مانشرفي جوهر الاسلام ابحاث واطروحات جامعية وكان للشيخ حضور متميز في المؤتمرات والملتقيات التي دعي للمشاركة فيها في طرابلس في المؤتمر الأول للدعوة الاسلامية الذي تمخضت عنه جمعية الدعوة الاسلامية العالمية احدى اكبر المنظمات الاسلامية التي لعبت دورا كبيرا في خدمة الاسلام والمسلمين في كل انحاء العالم الاسلامي خصوصا في الفترة التي تولى امانتها العامة الدكتور محمد احمد الشريف وشارك في المؤتمر العالمي للشباب الاسلامي الذي نظمته الجمعية وكانت مشاركته متميزة حيث جمع فيه بين من كادوا ان يتصادموا من العروبيين والاسلاميين وشارك الشيخ الحبيب في مؤتمرات رابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة وادى مناسك الحج عديد المرات وكانت له مشاركات علمية وشعرية رائعة'(يتضمن بعضها ديوان شعره الذي صدر بعد وفاته والذي يحمل عنوان مع الله) وشارك الشيخ في ملتقيات الفكر الاسلامي التي كانت تعقد سنويا في الجزائر بدعوة من وزارة التعليم الاصلى والشؤون الدينية أدى الشيخ الحبيب المستاوي زيارة مطولة إلى المغرب التي وجد من علمائها وقادتها الترحيب الكبير كما زار فرنسا وكانت له بالجالية لقاءات مطولة وترك فيها الاثر الذي لايزال يذكر إن حصيلة مسيرة الشيخ الحبيب المستاوي في العمل الوطني والاجتماعي والسياسي والثقافي والديني في تونس وخارجها حصيلة ثرية مليئة بالعطاء الذي لاتزال اثاره ماثلة بادية للعيان من خلال ماتركه وبقي بعده يسير على نهجه القويم السليم الخالص لوجه الله خط السماحة والوسطية والاعتدال خط الاصالة والمعاصرة خط التلازم بين البعدين الديني والوطني وهي خاصية تونسية زيتونية كانت صمام امان لشعبنا وبلادنا خاصية تابى الفتنة والفرقة والتنازع والتعصب والتزمت والتطرف كما تابى التميع والتفسخ والذوبان كان الشيخ الحبيب رحمه الله وان انا الااحد ابنائه وتلاميذه (وما كان رحمه الله يميزني عليهم بشئ)و الذين يعدون بالمئات كان يعلمنا بسيرته وسلوكه وتواضعه وتجرده وكرمه وحدبه وحرصه علينا أكثر مما كان يعلمنا باقواله و كانت خطبه ومواعظه تنفذ إلى قلوبنا متجاوزة اذاننا التي لايزال يرن فيها صوته الجهوري.
فسلام على الشيخ الحبيب يوم ولد وسلام عليه يوم التحقت روحه ببارئها وسلام عليه يوم يبعث حيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.