افتتح اخيرا في مدينة ليون الفرنسية ا لمعهد العالي للحضارة الاسلامية الذي يحتضنه المسجد الكبير بليون وذلك بحضور السلطات الفرنسية يتقدمها وزير الداخلية باعتباره الوزير المشرف على الشؤون الدينية بالنسبة للديانات التي لها أتباع والتي ياتي الاسلام في المرتبة الثانية بعد المسيحية الكاثوليكية وتاتي الديانة اليهودية في الترتيب الثالث وقد حضرت احتفال الافتتاح لهذا المعلم الذي وضع حجره الاساسي قبل سنتين تقريبا شخصيات دينية اسلامية من فرنسا وخارجها وكذلك ممثلو الديانات الاخرى ورجالاتها بالخصوص المسيحية واليهودية فضلا عن هيئة جامع ومعهد ليون الكبير يتقدمها العميد كمال قبطان الذي ظل لسنوات طويلة هذا المشروع (انشاء معهد للحضارة الاسلامية) هاجسه إلى ان انجزه ليكون صرحا اخر في فرنسا يكرس ثقافة التعايش والتسامح ويعرف الجمهور الفرنسي بمختلف فئاته ومكوناته بالحضارة والثقافة الاسلامية واسهاماتها الرائدة في مختلف المجالات والميادين مسجد ومعهد مدينة ليون معلم انتهى تشييده في تسعينيات القرن الماضي وصمم وفق احدث الامثلة المعمارية متكاملا في مكوناته حيث يضم قا عة الصلاة الفسيحة والصومعة وقاعات التدريس والفضاءات الخضراء فضلا عن المكاتب الادارية ومختلف المصالح الضرورية في مكان متسع ومعهد ومسجد ليون هو احد جهات ثلاثة في فرنسا معتمدة في اعطاء شهادات اللحم الحلال لمن يروجها سبق لمعهد ومسجد ليون ان أقام عديد الدورات لتكوين الائمة ومعلمي التربية الاسلامية وكان لي شخصيا شرف المساهمة فيها عديد المرات من خلال القاء دروس ومحاضرات وخطب جمعة وينطم مسجد ليون الدروس الاسبوعية لابناء المسلمين في اللغة العربية والتربية الاسلامية وتحفيظ القران الكريم لابناء المسلمين في منطقة ليون كما يقيم موائد الافطار طيلة ليالي شهر رمضان لمئات الاشخاص ينفق عليه ابسخاء المحسنون ويحضرها الكثير من غي المسلمين من فاقدي السند والمسنين وتتوج بمائدة افطار في اخرشهررمضان تقام على شرف كبار القادة الدينيين المسيحيين اليهود تكريسا لقيم التعايش والتسامح ولمعهد ومسجد ليون تعاون مع تونس تمثل في وضع الشؤون الدينية لاحد الوعاظ على ذمة مسجد ليون تولى خطابة الجمعة والقاء الدروس الدينية وكانت تونس حاضرة لدى افتتاح مسجد ليون الكبير في تسعينيات القرن الماضي في ليلة القدر من خلال مسامرة رمضانية توليت القاءها بتلك المناسبة شفعت بحفلة قراءة لقصة المولد النبوي ووصلات من المدائح والاذكار شنفت اسماع الحاضرين الذين اكتض بهم المسجد وساحاته فرقة محمو د عزيز بكبار شيوخها رحم الله من غادرمنهم إلى دار البقاء. وقد كانت ليلة تونسية بحق سر بها كل من حضرها من ابناء الجالية التونسية واخوانهم من الجاليات المغاربية والعربية والافريقية وحضرها قناصل البلدان العربية والاسلامية في مدينة ليون. وقد سهر على نجاح هذه التظاهرة التي لم تنس وبقيت إلى اليوم في ذاكرة كل من حضرها ومن تابع فعالياتها عن طريق اذاعة السلام في ليون التي يشرف عليها الاخ علي عابد كما نقلتها مباشرة بعض اذاعاتنا التونسية سهر على نجاح هذا الرهان كل من سعادة السيد عبد الحميد الشيخ سفير تونس في باريس والاخ الدكتور نورالدين الحفصي الكاتب العام للجنة التنسيق في فرنسا رحمهما الله بمعية السيد محمد البلاجي القنصل العام لتونس بليون والاطارات التونسية القنصلية والحزبية والتربوية والثقافية والاجتماعية لقد كانت بحق ليلة من ليالي تونس المشرقة في مدينة ليون. معهد ومسجد ليون الكبير بتدشين معهد الحضارة الاسلامية يدخل مرحلة جديدة من نشاطه الفكري والحضاري تشتد الحاجة إليها في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به المسلمون لتقديم الاسلام على حقيقته دين حوار و تسامح وتعايش ووسطية واعتدال وهو ما يحتاج إليه الجميع وعلى حد السواء فرنسا والمسلمون الذين يعيشون في فرنسا للوقوف في وجه الاسلامفوبيا من ناحية والتعصب والتطرف من ناحية اخرى تونس الزيتونة تونس ابن خلدون وابن عاشور ومن يسير على دربهما قادرة على المساهمة في هذا الدور الذي سيقوم به معهد الحضارة الاسلامية وجامع ليون الكبير الذين نتمنى لهما وللقائمين عليهما كل التوفيق.
