وإذا صحت الأرقام التي قدمتها مسؤولة بيطريّة في أخبار "الوطنية الأولى" ليل السبت، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الكلب، والتي تزعم وجود مليون كلب بيننا، أي بمعدل كلب لكل 11 مواطنا، فنحن في حالة استكلابيّة مريحة.. نسبيّا!.. ولقد كان للوضع أن يكون أفضل، لولا تلك الحملات الظالمة للبعض، وهم يستهدفون ببنادقهم المرخّصة وغير المرخّصة كلابا سائبة آمنة، تأكل من خشاش الأرض، وتبول بعيدا عن الأعين، ولا تنبح على أحد!.. قبل هذا الوضع المستكلب، كنا على وشك أن ننافس، عالميّا، في مجال إنتاج الحمير!.. ولكن بعض أصحاب الاستراحات المنتصبين على الطرقات الداخلية للبلاد، أفسدوا الملعوب، بعد أن انهالوا على قطيع الحمير ذبحا وسلخا وشويا لزبائنهم العابرين، ما أدى إلى نتائج الانتخابات الأخيرة، وقلّص عدد الرؤوس الناهقة، والتي كثيرا ما عثر عليها مقطوعة ومصفّفة في خنادق بين الزياتين، أو داخل مخازن الجزارين، كما حدث قبل أشهر في عاصمة الإيالة! على كل حال، قدر الله وماشاء فعل! المهم الآن أن نحزم أمرنا، ونشحذ همتنا، وأن نركّز على المستقبل.. فما نفق حمار وراءه مربّي!.. والدول الشقيقة المعروفة بحميرها القوية والطويلة، ليست أفضل منا.. وهناك دائما فرصة لنستعيد مرتبتنا العالمية، بهيميا!.. أما الحالة الكلبيّة، فلست أرى أنها في وضع الميؤوس منها!.. يكفي أن نعتني بالقطيع الموجود بيننا.. بمزيد التغذية، والتلقيح، والتلاقح، والمتابعة.. لا حل إلا بتشجيع الكلاب على التزاوج، والاقتران الدائم، مع المثابرة في ذلك!.. ولها أن تعوي في ذلك كما شاءت، وأن تفعل فعلتها تلك بالوضع الذي يريحها!.. المهم أن تتكاثر، وتملأ لنا البيت جراء، حتى نبلغ مرتبة الامتياز ، بمعدّل كلب لكل مواطن!.. على الأقل، سنضمن، في حال غياب النواب عن جلسات مجلسهم الموقر، أن تحضر كلابهم!.. وآهو كلّو نباح.. على أن نجتهد في ترك مسافة أمان كافية بين الكلاب والكلبات، حتى لا تركب فوق بعضها البعض، مثل دبابة إلهام شاهين، وينقطع النقل المباشر على الوطنية الثانية