يجرّدونك من وطنيتك أو من انتمائك إلى عالم المثقّفين بمجرّد أن تبدي رأيا مخالفا للجماعة. فهناك "ستندار" للمثقّف الذي يجب أن يكون على اليسار حتّى وإن سحق اليسار نفسه سياسيّا، بسبب نفس الغباء وضيق الأفق. شعارات الخمسينات. إذاعة صوت العرب. هناك حتّى من هو مختصّ طول اليوم في شتم الجامعيّين والمثقّفين لأنّهم لا يدافعون عمّا يتصوّره مواقف بطوليّة مضادّة للغرب المتآمر الذي يشتمّ رائحته في كلّ حائط. هو فقط وطنيّ غيور. هو فقط لم يبع ذمّته. طرح قضايا حقوق الإنسان أصبح هو نفسه تهمة. لم نتحرّر من رقابة بن علي لنقع تحت رقابتكم. كفّوا عن إعطاء الدّروس. ليس من صوّت للزبيدي أشرف ممّن صوّت للشّاهد. ليس من سيصوّت لقيس سعيّد أفضل ممّن سيصوّت لنبيل القروي. وليس من يقاطع التصويت أفضل ولا أدنى. لكلّ منطقه وحججه. أنا أحترم كلّ الآراء والمواقف وأحاول فهمها. أكره مصادرة النوايا. أكره منطق التخوين وإذاعة صوت العرب.