لقد سررت غاية السرور وادخل على قلبي الحبور نبا انتخاب الدكتور جميل دخلية احد ابناء تونس وابناء الجنوب وابناء نفطة بالذات الملقبة بالكوفة الصغرى رئيسا لجامعة السوربون الجديدة في فرنسا وهو لعمري نبا يسر له كل تونسي وتونسية و يدل دلالة قطعية أن هذه الربوع من العالم العربي ومن القارة الافريقية ولادة ومنجاب للطاقات والقدرات التي ترجع الامل للامة بعد ان كادت تصاب بالاحباط جراء ما مر ت به من نكسات في العقود الماضية كادت تفقدها كل امل في النهوض والرقي واستئناف الدور الريادي الذي تبواته في سالف الازمان لقد اعتبرت شخصيا أن وجود اعداد كبيرة من التونسيين بالاضافة إلى اخوانهم الجزائريين والمغاربة في فرنسا والبلدان الاروبية امامهم فرصة ثمينة بالخصوص الاجيال الصاعدة منهم كي يشقوا طريقهم ويتدرجوا في سلم الرقي العلمي في مختلف مجالاته وميادينه وهو في هذه المرحلة من تاريخ تونس وتاريخ اشقائها العرب والافارقة فرصه وظروفه المادية والمعنوية متاحة هناك في فرنسا والبلدان الاروبية وكان علينا نحن حملة الاقلام وقادة الفكر أن نلح في التوعية بضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة للالاف من اجيالنا الصاعدة للاندماج الايجابي في المجتمعات الاروبية التي يعيشون فيها بالاقامة أو بحمل جنسياتها لقد قصرنا في القيام بالتوعية والتحسيس للعائلات والاسر المقيمة هناك باهمية اندماج ابنائها الاندماج الايجابي الذي يمكنهم من فرص شق طريقهم بذكائهم واجتهادهم و وتجنب الاشتغال بكل مايمكن أن يفوت عليهم هذه الفرص الثمينة غير المتاحة لاخوانهم شباب بلدان الاصول… لقد قصرنا ولا أبالغ عندما اقول أن الكثير منا شحن عقول شباب الضواحي في باريس وغيرها من المدن الفرنسية والاروبية بأن الغرب الذي يستوطنه هؤلاء الشباب لاياتي منه خير وان الخير كل الخير في اعتزاله ورفض كل ماياتي منه ولوكان هذا العلم الذي لايختلف اثنان انه لاجنس له ولادين له فبخطبنا العصماء الحماسية الهبنا مشاعر الكثيرالكثير من ابناء العرب والمسلمين وشحناهم بان هذا الغرب ظلام كله وشلر كله وفي عقر دار الغرب الصبور (وقديكون ذلك جاء ردود فعل على تجاوزات لاننكرها وقعت في حق تلك الاجيال ذات الاصول المغاربية والافريقية والعربية )ولكن ذلك ماكان علينا أن نتركه يحجب علينا ايجابيات كثيرة وفرصا 'ثمينة استفاد منهاولايزال المهاجرون وابناؤهم وكان يمكن أن تكون هذه الاستفادة اكبر واوسع ففي ذلك الخير العميم للمهاجرين وابنائهم ومجتمعات الاقامة التي لايتصور وهم العقلانيون أن ترفض الاضافة الايجابية للمهاجرين وابنائهم في اي مجال من مجالات الحياة… الذي وقع وياللاسف الشديد هو غير هذا التمشي السليم لقد وقع غير ذلك عن وعي اوعن غير وعي والنتيجة هي مانرى ومانسمع ممالااريد ان انغص به الفرحة بتبوا الدكتور جميل دخلية هذا المنصب العلمي الجامعي الرفيع الذي شبهه احد ابناء نفطة بتبوا الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله ابن نفطة منصب مشيخة الأزهر في خمسينيات القرن الماضي مرة أخرى اصدق التهاني للدكتور جميل دخلية و لمدينة نفطة و لتونس وللجالية التونسية وشقيقاتها المغاربية والعربية والافريقية وفي مثل هذا المجال فليتنافس المتنافسون…