في المعاهد ، في الكليات ، في الملاعب الرياضية ، في الفضائات العامة ، أينما وجدوا ، أصبحنا نلاحظ و منذ مدة ، جرئة زائدة و انفلاتا غير محدود لدى فئات شبابية واسعة ، بدعوى حرية التعبير و التمرد على كل ماهو سلطة سواء عائلية أو أخلاقية أو مجتمعية أو قانونية ... في هذا الإطار ، أعبر عن مساندتي الكاملة لادارة كلية الطب بتونس بعد تسليطها لعقوبة تأديبية على طالب استعمل كلمة نابية و مسيئة ضد ادارة كليته . حان الوقت ، لاعادة هيبة المؤسسة التربوية و مؤسسات الدولة بصفة عامة و فرض حد أدنى من الأخلاق و الإحترام ليس على الشباب فقط بل على سائر شرائح المجتمع . أعود للطالب المعني بالأمر لأدعوه الى الاعتذار العلني و الالتزام بعدم العود ، مقابل منحه عفوا تأديبيا ، لا أعتقد أساتذتنا و دكاترتنا الأجلاء سيبخلون به . حقيقة يجب في الأخير أن تقال ، أن نسبة هامة من شبابنا ينقصهم الانضباط و يعتبرون كل شيء مباح و لا رادع و لا حدود لما يقولون و يفعلون ! أيها الشباب ، جيل المستقبل ، سنكون مذنبين في حقكم قبل غيركم ، ان سكتنا عن تجاوزاتكم و تغافلنا عن انحرافاتكم ، التي ستشكل أهم عوامل فشلكم لا قدر الله اليوم و غدا . أيها الشباب ، تعلموا الانضباط ، فانه سر التوفيق و النجاح و استمعوا جيدا و لا تستهزؤوا بنصائح من هو أكثر منكم سنا و تجربة ، و" أسمعوا الكلام الي يبكيكم و ما تسمعوش الكلام الي يضحكم" . ادرسوا و تثقفوا و اشتغلوا و في نفس الوقت روحوا عن أنفسكم و مارسوا هواياتكم و عيشوا مغامراتكم كما يحلوا لكم ، لكن دائما في كنف الانضباط و الإحترام و الأخلاق .