حسب الحسابات الفلكية.. هذا موعد المولد النبوي الشريف في تونس    تفكيك شبكة خطيرة في تونس: 14 موقوفاً بينهم إطار بوزارة ووكلاء شركات!    رخصة السياقة في تونس: وثيقة جديدة ستصبح إجباريّة بداية من سبتمبر 2025    حركة تونس إلى الأمام تعلن تضامنها مع رئيس فنزويلا وتثير جدلاً داخلياً    بطولة الرابطة المحترفة الثانية: الخميس الكشف عن تركيبة المجموعتين والاسبوع القادم سحب قرعة البطولة    رئيسة الحكومة تلتقي أعضاء البرلمان الياباني    الخطوط السعودية تحصد جائزة "الأفضل في خدمات تجربة الضيوف" ضمن تصنيف أبكس لشركات الطيران    أمير الطرب العربي صابر الرباعي في مهرجان إيكوفيلادج بسوسة    عاجل/ الحماية المدنية تحذّر من اضطراب البحر وتقدّم هذه التوصيات..    في بالك الزنجبيل دواء سحري لحماية القلب    راغب علامة يعلق على أزمته الأخيرة بطريقة فكاهية    احلام تغنّي ''تُراث تونسي'' في مهرجان قرطاج    انطلاق فعاليات الدورة 29 لمهرجان برقو الصيفي يوم غد الخميس    عاجل/ جيش الاحتلال يستدعي جنود الاحتياط ل"احتلال غزة"    استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة العشرات في قصف صهيوني على رفح وجباليا..#خبر_عاجل    «سعيّد» يصنع الأمل في الأوقات المظلمة: أجندا التهجير لن تمرّ    انجاز طبي جديد في تونس: إنقاذ مصابة بجلطة دماغية حادة باستعمال هذه التقنية..    الغرفة التونسية الفرنسية للتجارة والصناعة تنظم بعثة اقتصادية الى الصالون الدولي "بولوتاك" بليون من 7 الى 10 أكتوبر 2025    الرابطة الأولى: قمة في رادس بين النادي الإفريقي والترجي الجرجيسي من أجل فض الشراكة في الصدارة    تصفيات مونديال 2026: موعد الإعلان عن قائمة لاعبي المنتخب الوطني    رسميا: تحديد موعد إنطلاق إستعمال الفار في البطولة    نادي المدينة الليبي يتعاقد مع اللاعب التونسي مراد الهذلي    الصولد الصيفي: تسجيل 73 مخالفة إقتصادية منذ إنطلاقه    تونس: توريد لحوم حمراء بأسعار تفاضلية    الزهروني: إيقاف امرأة انتحلت صفة رئيسة جمعية بالخارج وتحيلت على العشرات    نابل: عمال أحد المصانع يغلقون الطريق على مستوى معتمدية قربة تنديدا بحادث انقلاب حافلة كانت تقل زملاءهم أول أمس    عاجل : بطاحات جربة تستأنف نشاطها    معز بن عثمان: انطلاق هدم نزل البحيرة لإعادة بنائه بطريقة عصرية    نقابة الصحفيين تدين غلق مقرّ هيئة النفاذ إلى المعلومة وتعتبره "إنهاءً عملياً لدورها"    تفاصيل لقاء رئيسة الحكومة سارة الزعفراني بالوزير الأول الكامروني    أريانة: مركز الفنون الدّراميّة والركحيّة ينظم تربصين تكوينيين في المسرح    ترامب يأمل في "دخول الجنة" إذا تمكن من حل النزاع في أوكرانيا    جريمة مزلزلة: اغتصاب جماعي لطفل ال13 سنة..!    زاخاروفا: خريطة أوكرانيا في الأبيض صفعة قوية لكييف وحلفائها    الطب النّووي في تونس: طلب متزايد وتوجه نحو افتتاح أقسام جديدة في أربع ولايات    الفنان صابر الرباعي يختتم الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي بعرض فني يبقى عالقا في الذاكرة    يهم الطلبة الجامعيين..اليوم انطلاق التسجيل..    المرصد الوطني للتزويد والأسعار: انتظام نسبي في السوق وحملات رقابية مكثفة    محمد صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنقليزي للمرة الثالثة    لماذا تعتزم واشنطن طلاء السياج الحدودي مع المكسيك بالأسود؟    بنزرت: إنقاذ إمراة سقطت في بئر وبقيت على قيد الحياة لمدة 3 أيام    كفاش تقيّد ولدك في قسم التحضيري ؟...تبع هذه الخطوات    حادث مرور أليم يخلّف قتيلين وجريحًا في بوحجلة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ تونس تسجل ارتفاعا في الطلب على الغاز الطبيعي والمواد البترولية    صيف وضيف: د. إيمان القسنطيني: الطبيبة الفنّانة... المتعددة المواهب    تاريخ الخيانات السياسية (51) فتنة الحلاّج    عاجل: جامعة السباحة توضح حيثيات ملف تأشيرات منتخب الأواسط لبطولة العالم برومانيا    تونس تُورّد 10% من حاجياتها للكهرباء مباشرة من الجزائر مع موفي جوان    أرانب ''زومبي'' بقرون سوداء تثير رعب السكان    نيويورك.. عشرات الضحايا بمرض خطير والسبب'' الكليماتيزور''    Ooredoo Music Fest by OPPO يعود في نسخته الثالثة مع عرض رڤوج وتجربة غامرة فريدة من نوعها    عاجل : النجم الساحلي يتعاقد مع اللاعب الدولي الليبي نور الدين القليب    حجز 542 كلغ من المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك بولاية تونس    المولد النبوي : شوف كفاش تختار بين الزقوقو التونسي و المستورد؟    أمام 7 آلاف متفرج: الفنان اللبناني آدم يعتلي ركح قرطاج للمرة الأولى في مسيرته    تاريخ الخيانات السياسية (50).. حبس الخليفة المستكفي حتى وفاته    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوفل سلامة يكتب لكم / عبد المجيد الشرفي في اعتراف مهم : "الأنوار الغربية لها مصدر إسلامي مغيب"
نشر في الصريح يوم 20 - 11 - 2019

خلال افتتاحه أشغال الندوة العلمية الدولية التي التأمت يومي 15 و 16 نوفمبر الجاري بالمجمع التونسي للعلوم والآداب - بيت الحكمة - تحت عنوان " الأنوار الغربية ومصادرها الخارجية " قال الأستاذ عبد المجيد الشرفي بأن ما هو متعارف عليه في الأدبيات الغربية أن الحضارة الحديثة منشأها غربي وإلى عهد قريب كانت هذه الحضارة تعرف نفسها على أنها ذات أصول يونانية رومانية ولكن التحول الذي حصل هو أنه منذ حوالي ربع قرن بات الغرب يعترف صراحة بأن أحد مصادر الحضارة الغربية منجز الحضارة الإسلامية رغم أن الرأي الغالب في الغرب ما زال غير مستعد للاعتراف بهذا المنشأ الخارج عن دائرة الحضارة الغربية وبقيت الأنوار وكأنها انتاج خاص بعصر النهضة الأوروبية والحال أنه لا شيء يحدث من فراغ لذلك يجدر البحث عن جذور هذه الحضارة غير المفكر فيها وغير المعلن عنها لأن حركة الأنوار جاءت بقيم و هذه القيم هي اليوم محل أخذ ورد حتى في موطن هذه الأنوار.
اليوم هناك تيار كامل من الأدبيات الغربية يعتبر أن الكوارث التي عرفتها البشرية في العصور الحديثة إنما حصلت نتيجة هذه الأنوار وهي المسؤولة المباشرة عن الحرب العالمية الأولى واضطهاد اليهود والحرب العالمية الثانية والكثير من الأحداث الأخرى لكن هذا الرأي ليس هو الرأي السائد ولا هو موقف المجموعة العلمية التي لها أحكام متوازنة تأخذ بما هو إيجابي وبما هو سلبي في كل الظواهر البشرية والتاريخية ولا شك فإن القيم التي جاءت بها الأنوار الغربية لا يمكن أن تستمد من فراغ وإنما هي تبني بقيم مغرقة في البشرية و متأصلة في طموح الإنسان إلى السعادة والحرية والعدل والمساواة وغير ذلك من القيم حتى وإن كانت التجارب التاريخية للغرب والمسلمين وغيرهم قد انحازت قليلا أو كثيرا عن هذه القيم السامية فهذا طبيعي في عدم رضا الإنسان عن انجازات عصره.
و يضيف عبد المجيد الشرفي فيقول : ما اعتبره شخصيا نوعا من الاسهام الأساسي في الحضارتين اللتين عرفتهما البشرية وهما الحضارة العربية الاسلامية والحضارة الغربية أنهما مدينتان لقيم إسلامية أسياسية وقد عبرت عن هذا الموقف في بعض كتاباتي واعتقد أن كرامة الانسان وحريته ومسؤوليته في هذا الكون هي قيم جاءت بها الرسالة المحمدية وإن انحرفت بحكم الممارسة التاريخية عن هذه المبادئ الأساسية وإن خضعت هذه الرسالة إلى الاكراهات التاريخية التي تجعل تطبيق هذه القيم نسبيا ولا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك ومهما كان الأمر فإني اعتبر أن موضوع المصادر الخارجية التي أثرت بقوة في الحضارة الغربية وساهمت بقوة في إشعاها هو موضوع هام في الفكر الحديث وإن وضعه في نطاقه الطبيعي غير المتأثر لا بالإيديولوجيات ولا بالمصالح ولا بالظروف المتغيرة التي نعيشها هو عملية مهمة لفهم تقدم الحضارة الغربية وفهم ما تحقق في ظلها.
في رأيي لا توجد نقطة صفر للأفكار فالحداثة الغربية لها نشأة عربية ولكونها لم تأت من عدم ولا هي منعزلة عن بقية الأفكار ولا خارج الحضارة والحداثة والقيم الكونية التي لم تبرز للعالم من دون بذر وهذا من العوامل الأساسية التي جعلت مكتسبات الحداثة والأنوار مرفوضة في المجتمعات التي تعتبر نفسها غريبة عنها .
قيمة ما صدر من حديث للأستاذ عبد المجيد الشرفي في كونه من المواقف القليلة التي نسمعها وتنصف الإسهام العربي الإسلامي فيما تحقق للغرب من اشعاع حضاري وعلمي وفيما وصل إليه من نهضة وتقدم فهو بهذا الحديث قد أعاد السؤال حول الاستفادة التي حصلت للغرب من الحضارة الإسلامية بداية من فترة سقوط الاندلس وما حصل من نقل كل الثروة العلمية التي تركها علماء المسلمين والتي أفادت كثيرا العقل الأوروبي من دون أن تتم الإحالة على المصادر الإسلامية للمعرفة الغربية حيث غالبا ما نكتشف بعد شيء من التثبت والتمحيص أن الكثير من الآراء الفكرية والفلسفية والعلمية قد سرقت من مؤلفات علماء المسلمين إبان اتصالهم بالتراث الإسلامي سواء كان في المشرق الإسلامي أو في الاندلس من دون الاحالة على المنجز الإسلامي في عملية استيلاء وسرقة واضحة .
قيمة ما قاله الشرفي في كونه نسّب المعرفة الغربية ووضع الحضارة الغربية في إطارها التاريخي الحقيقي كحضارة لم تأت من فراغ ولم تبن ذاتها من دون أن تتأثر بما سبقها من حضارات وخاصة الحضارة العربية الإسلامية وأبرز جسر الحضارة الاسلامية الذي تأثر به الغرب بداية من القرن الثالث عشر ميلادي بعد أن قطعه علماء الغرب عمدا واكتفوا بالجسر الروماني واليوناني حتى تظهر المعرفة الغربية متأصلة في جذورها القديمة لا غير ومنحدرة من المنبت الروماني واليوناني فقط وإظهارها أصيلة وتمثل امتدادا طبيعي للفكر الاغريقي واليوناني القديم.
قيمة ما قيل في كلمة الافتتاح التي جاءت على لسان عبد المجيد الشرفي في هذا الملتقي الدولي حول جذور الحضارة المنسية أو المغيبة وتأثيرها في الفكر الغربي في كونه يعد شهادة بالغة الاهمية من رجل عرف عنه نقده الشديد للتراث الإسلامي والمنجز الفكري لعلماء الاسلام القدامي ليخرج اليوم ويصدع بحقيقة مهمة وهي أن الحضارة الغربية مدينة في اشعاعها العالمي بما تحقق في الحضارة الاسلامية وفيما نقلته من معرفة عربية إسلامية من دون ذكر هذا الرافد الخارجي عن الفضاء الأوروبي الذي بقى إلى عقود طويلة منسي ومغيب ومقصى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.