الاستاذ الطاهر بن جلون المفكر المغربي والاعلامي المعروف والمحرز على عديد الجوائز الكبرى في فرنسا والذي صدرت له عديد المؤلفات بين دراسات وابداعات ادبية وفكرية باللغة الفرنسية كتب لكتاب( حياة محمد) تاليف الشاعر الفرنسي الكبير ( الفونس دي لامرتين) مقدمة جديرة بان يطلع عليها القارئ العربي لانها صادرةعن كاتب مثل الطاهر بن جلون صاحب التجربة الطويلة فهي تكتسي اهمية خاصة وتعد منعرجا هاما في مسيرة حياة الرجل الفكرية وتمثل بحق شهادة انصا ف واعتراف بما لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من كمالات تركت اثار ها الايجابية في كل مجالات الحياة الانسا نية منذ أن بعث عليه الصلاة والسلام بدين الاسلام يقول الطاهر بن جلون( محمد هواخر رسل الله والاسلام هو اخر الاديان السماوية التوحيدية. ومنذ أن توفي هذا النبي سنة692 الذي يعد استثناء فان حياته ورسالته لم ينفكا أن يكونا محل اهتمام المؤرخين والمؤمنين وغير المؤمنين وغير الملتزمين والرومانسيين المسيحيين المقتنعين وغيرهم ذلك أن محمدا هو قبل كل شيء انسان كائن بشري عرف الفقر والامتحانات والاحزان والانكار والتهديدات لحياته انه حامل رسالة الاهية اثرها ليس بالبسيط في البداية لم يصدقوه وبعد ذلك حاربوه وفي النهاية سلموا بالمثل والقيم التي امره الله بان يعلمها للناس في الأرض . جرى في صحراء يسكنها بدو ليس لهم إلا أن يتخذوا من روح علوي وحدانية ذات عمق ماورائي للوجود. هؤلاء رجال شبه الجزيرة العربية ليس لهم دولة ولاقا نون مدون يعبدون ايقونات من حجر اوعادات قديمة اخرى لايعرفون كرامة الانسان وبالخصوص المراة انه عصر بدو الصحراء كائنات بدائية قديمة يدفنون الاحياء الاناث بالخصوص إحدى مهمات محمد كانت ابطال هذه الممارسة البربرية لم يكن ذلك يسيرا لانه لدى قبائل أخرى فان الشرف يسكن في جسد المراة وهي مصدر عدم الثقة والاشتباه .وصعب أيضا تغيير العقليات وجعلها تتفتح للرؤئ الجديدة للعالم وللافاق.عقليات كانت مهمة الرسول أن يغيرها وعلى الاقل يجعلها في مستوى المثل والامال التي تعطي قيمة للحياة والموت هؤلاء البدو كان لهم عبيد وا لجميع يعتبر ذلك أمرا طبيعيا وسيكون أمرا عسيرا معارضة عاداتهم انه امر شاق مزعج وخطير وفي بعض الاحيان مخيب للامال .في هذا الاطار فان حياة محمد مثال للعزيمة والثبات والمصداقية والرشد فامه امنة كانت حاملا به عندما فقدت زوجهاوفي سن السادسة فقد محمد والدته ويتولى تربيته جده عبد المطلب الذي ارشده حدسه انه فيحضرة انسان ةغير عادي وقد يكون قال انه لديه شعور انه(ايمحمد) سيكون له شان لقد كان مشغولا بما يوحيه اليه الملك جبريل وله مسؤولية تبليغ للعموم وابلاغه لعشيرته)ولدى قراءة هذه السيرة(حياة محمد) تساءلت ولكن لماذا الفونس دي لامرتين اهتم بحياة ورسالة هذا اليتيم والذي كلفه الله ليبلغ للانسانية رسالة السلام والروحانية اي دافع كان عنده ولماذا محمد وليس عيسى ولامرتين معروف كشاعر مبدع للتيار الرومنسي الذي لم ينصفه سانت باف في مؤلفه النقدي لقد كان(لامرتين) رجل سياسة سافر إلى الشرق وكتب كثيرا من السير .كان ذلك بالضبط بعد انتخابه عضوا في الاكاديمية الفرنسية سنة1829 عندما التزم سياسيا بالتحالف مع الملكية في جويلية سنة 1830 خسر الانتخابات النيابية ولكن الطموح السياسي بقي حيا فيه في سنة1833انتخب وبعد ذلك ترشح منافسا لنابليون بونبارت ولكنه هزبمته كانت نكراء(0.26بالمائة) هذا الرجل كما نقول اليوم ملتزم لم يفقد قناعته با همية الروحانية كما تضمنتها الرسالة السماوية االتي نشرهامحمد) هذا هو القسم الأول من المقدمة التي كتبها الاستاذ الطاهر بن جلون لكتاب حياة محمد الذي الفه الشاعر الفرنسي الفونس لامرتين ونواصل في حلقة قادمة أن ىشاء الله تعريب القسم الثاني منها