الأحزاب في تونس، كل له مشربه في مقرات السفارات الأجنبية ولذلك إذا أردنا أن نفهم تطورات الحياة السياسية في البلاد دون الأخذ بالإعتبار هذه الحقيقة، نكون قد ضللنا الطريق وأعطينا الأشخاص والأحزاب أحجاما لا تناسب حقيقة وجودها ودورها إرادة الشعب تم اغتصابها لما حوّلوا وجهة الحراك الثوري، إلى انقلاب في هرم السلطة، وعنونوه بشرارة "الربيع العربي"، فأنتجوا نظاما سياسيا مائعا لا هوية له، تمت به رسكلة نظام الفساد البائد بأكثر فسادا، وتلك هي إرادة النافذين في العالم، الذين وجدوا في تونس من الأحزاب والمنظمات والشخصيات "الإعتبارية" من يعاني من فراغ الروح وخواء العقيدة وضعف الشعور بالإنتماء لأمة ووطن، على استعداد لبيع الوطن بحفنة من الدولارات أو حتى بساعة يدوية "Rolex " المشهد السياسي في تونس يتم تحميض صوره في مقرات السفارات الأجنبية، فلا تعطوا الأحزاب والأشخاص دورا أكثر من دور عرائس الظل إنهم يتجاهلون ذلك ويرمون بعضهم البعض بالفساد، وينعتون بعضهم البعض بالفشل، ويتهمون بعضهم البعض بالعمالة للأجنبي وكلهم في سلة واحدة، وحالهم وحال تونس كحال "الكرموس في العديلة البهيم ينكّس، والثنية طويلة" وبعضهم يحسب نفسه من الفرقة الناجية، وحاله كحال "العجوز التي حملها الوادي، وهي تقول: "العام، عام صابة".