من الوارد أن تشكل النهضة حكومة تحرز أكثر من 109 صوت في مجلس النواب ، لكن الأهم من ذلك هو ما مدى حظوظ نجاح هاته الحكومة في مواجهة التحديات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية المستعجلة في ظل صراع وجودي و تنازع ايديولوجي بين تيار ما يسمى بالاسلام السياسي و بين غالبية الطيف السياسي و الشعبي هناك من يسوق و يتوهم نهاية الاستقطاب الايديولوجي بعد المصادقة على دستور البلاد الجديد و الذي بالمناسبة لم ينص على منع توظيف الدين أو العرق أو الطائفة في العمل السياسي ، لكن الواقع و حقيقة الميدان تدحضان بشدة هذا الحلم المتعلق بتطبيع الحياة السياسية و الانتقال من الصراع الوجودي الى تنافس على البرامج و الاستراتيجيات ، و لن يزيد التدخل التركي السافر و انتهاكه للسيادة الليبية إضافة لسياسات نظامها الدكتاتوري الاخواني الاقليمية ، الأمر الا مزيدا من الفرقة و الاحتقان قلتها سابقا و أكررها : تونس لن تنعم بالاستقرار و فرص التقدم و الازدهار في ظل ديموقراطية حقيقية يمنع فيها توظيف دين الغالبية الساحقة للشعب و كذلك المال السياسي الفاسد ، الا بتحول النهضة من حزب اسلامي الى حزب محافظ ولائه التام للوطن دون سواه من التنظيمات الدولية على غرار تنظيم الاخوان الذي أينما حل الا و حل معه الخراب و الانقسام عبثا تحاولون ، ما دام التأسيس غير مكتمل و لا يضمن التطبيع و ان غدا لناظره قريب .
