الأستاذ صالح البكاري احييك اولا ثم اهنيك من قلبي بكتابك "سفيرا بالمملكة المغربية " الدرة الثمينة ولا استطيع الا ان اثني عليك ثناء من قرأ واستمتع وانتفع وتمتع ...ولا أبالغ ولا أجامل عندما اؤكد لك بانه كتاب حياتك ...ولكن ماهو الا الفصل الاول الذي اتمنى عليك ان تضيف اليه الفصل الثاني ..والفصل الثالث ...و ...و... فمازالت تجربتك في الحياة والسياسة تستحق الاستفادة منها ...وما انا الا واحد من المنتظرين فافدنا افادك الله بالصحة وطول العمر وراحة البال والقلم السيّال... لقد شدّني الكتاب فقرأته بشغف ولكن بسرعة فوجدت نفسي أسبح في التاريخ والجغرافيا والذكاء وحتى الدهاء السياسي ولكنه دهاء في غير مكر ولا خبث وأزعم انك من خيرة من يحسنون في تونس سياسة القوة الناعمة التي تعرف كيف توظف الديبلوماسية والحكمة والحنكة والثقافة والعلاقات العامة وحتى فن المطبخ وتسديد اللكمات عند الضرورة والاقتضاء ولكن دون خشونة ولا عجرفة ولا ادعاء ولا بطش ولا رعونة... والحقيقة أنني ما كنت اعرف عنك هذه البراعة في إجادة سياسة القوة الناعمة وقد عرفتها لاول مرة بعد قراءتي لكتابك هذا الذي سحرني وتعلمت منه اشياء كثيرة لعل اهمها ان الدنيا تؤخذ غلابا ...وكذلك السلطة تؤخذ غلابا ولكن بحذر واناة وصبر ومداراة وقدرة على التكيف والمرونة وحسن المعاشرة ...وما كتابك هذا الا تاج على رأسك لاينازعك فيه أو عليه أحد... فانت تستحقه عن جدارة ...وتستحق أكثر منه... وأنت قيمة وقامة ثابتة ما كان لتونس أن لا تواصل الاستفادة منها وان لا يتخذ منها الوطن وسيلة من وسائل الارتقاء والتنوير والتعمير ...انني بقدر سعادتي بكتابك الجديد والرائع بقدر حزني الشديد على بلد لا يحسن الاستفادة من ثرواته ...ولا يقدر النجباء ...والأكفاء ...والعظماء من ابنائه ...كان احد اصدقائي كثيرا ما يقول لي : "تونس ما يكبر فيها كان البصل والقرع واللفت" ...وكنت عندما اسمع ذلك اضحك واعتبره من قبيل الهزل ...واذا بالسنوات تمر والعمر يمضي فاقتنع بانه هزل أبلغ من الجد ...ولا أملك في النهاية ايها الأستاذ العزيز الا ان اتقدم لك بكلمات ليست كالكلمات ...كلمات محبة ومودة وتقدير واعتزاز ...وبما قل ودل اقول لك بكل اقتناع : أنا فخور بك...