رحم الله القفيد العزيز صلاح الدين معاوية وتقبله بواسع عفوه أنا لست ممن لهم صلة وثيقة لكن مسيرة العمل الوطني في مرحلة من اعز مراحل العمر جمعتنا إلى بعضنا إلى جانب اخوة افاضل اخرين قدم كل في مجاله وميدانه ما في مستطاعه مع في أي عمل بشري من نقصان فالكمال لله وحده وكلنا راد ومردود عليه حسبنا اننا إن اخطا نا فلن نعدم اجرمن اجتهد ولم يصب واحسب اننا اصبنا في الكثير من المرات والحمد على ذ لك اخونا صلاح الدين معاوية رحمه الله هو من اولئك الذين سطع نجمهم في تسعينيات القرن الماضي وتميزوا كل في مجاله وميدانه وميدان صلاح اادين معاويةبالدرجة الاولى هو ميدان الاعلام والاتصال والذي هوالصق الميادين بالسياسة وقد تبوا رحمه الله في السياسة ارفع المراتب فقد تقلد خطط المستشار في رئاسة الجمهورية والمدير العام لوكالة الاتصال الخارجي والسفير والوزير والمدير العام لاتحاد الاذاعات العربية وكان في تلك الخطط الكفا والاهل لما تولاه اذكر للفقيد موقفين اثنين كنت فيهما شاهدا اكبرتهما فيه وادركت ان الرجل على ذكاء وبعد نظر كبيرين اول الموقفين لما كان مستشارا أولا في رئا سة الجمهورية وكان ذلك في بداية التسعينيات كان الظرف دقيقا طلبت منه صحبة الدكتور ابولبابة حسين وكان انذاك رئيسا لجامعة الزيتونة في تلك السنة اليتيمة التي لم تتقبل رئاسته للزيتونة اطراف نافذة اعانها على الكيد له بكل الوسائل مزايدون استجاب السيد صلاح الدين معاوية مشكورا وحدد لنا الموعد وبسطنا له القول في بيان الوضع في الجامعة من اليوم الأول الذي باشر فيه الدكتور ابولبابة مسؤوليته مصحوبا بكل الحجج الموثقة إلى تاريخ المقابلة والتي يبدو انها جاءت متاخرة فقد شارف مسا رالطرف المقابل على ختامه واصبح قاب قوسين اوادنى من بلوغ غايته وهي انهاء مهام الاستاذ بولبابة يومها استمع السيد صلاح معاوية رحمه الله الينا با نصات واهتمام شديدين وبدت على محياه الجميل علامات الاستغراب جعلنا نفهم ان ما بلغ الرجل عن طريق الجهات النافذة واعوانها من معطيات يتعارض ويتناقض كليا مع ما سمعه منا كان الرجل منضبطا غير غائب عن ذهنه المكان الذي استقبلنا فيه احدى المباني التي تاوي مستشاري رئيس الدولة استمع الينا ولااستبعد ان حديثنا معه كان مسجلا لم ينبس بكلمة واحدة فيها مس لاحد ممن جرى ذكرهم اثناء الحديث معه ولم يعبر عن تململ ولم تبد منه رحمه الله اية اشارة إلى اختصار المقابلة وعندما وقف يودعنا قال كلمة واحدة فهمنا منها كل شيء الاوهي "خسارة لقد جئتما متاخرين" وتيقنا انه قضي الأمر الذي جئنا فيه مستنجدين ولله الأمر من قبل ومن بعد أما الموقف الثاني الذي ادركت فيه ان الرجل سياسي من الدرجة العالية كان ذلك عند قيامه بزيارة إلى ولاية بن عروس في صافة عام من الاعوام وكان انذاك وزيرا للسياحة وقد جرت العادة ان يستقبل الوزير في مقر الولاية من طرف اطارات الولاية ونواب الجهة في مجلس النواب وكنت بصفتي تلك احد الحاضرين ويومها قص لنا السيد صلاح الدين معاوية أمرا لفت انتباهه واثار استغرابه قص ذلك بكل تلقائية قال كنت في زيارة تفقد لبعض النزل في جهة المنستير وفيما انا في بهو احد النزل إذا بي ارى عددا كبيرا من الشيوخ في زيهم التقليدي وبعمائمهم وهم بين الا عداد الكبيرة من السواح ذكورا واناثا في ازياء السواح في فصل الصيف في نزل واقع على شاطئء البحرقال وتعلمون ولستم في حاجة إلى إن اصف لكم المشهد قال سالت مسؤولي النزل عن قصة وجود هؤلاء الشيوخ في النزل بهذا العدد الكبير فقالوا لي انه وزير الشؤون الدينية اختار هذا النزل في هذا الفصل بالذات وهو يعلم خصوصياته ليكون مقرا للندوة السنوية للوعاظ و المرشدين ترسيخا لروح التفتح والتسامح و نهوضا وتجديدا للخطاب الديني قص السيد صلاح الدين معاوية هذه القصة بتعجب واستغراب كبيرين اشارة ذكية منه إلى اين تصل المزايدة بالبعض رحم الله السيد صلاح الدين معاوية رحمة واسعة واسكنه فراديس جنانه وانا لله وانا إليه راجعون