الشيخ حسن الورغي رحمه الله اصيل الشمال الغربي من اسرة اصيلة عرفت بالفضل والكرم والاحسان افاءت على الفقراء والمحتاجين مما أتها الله ،في احضان هذه الاسرة الماجدة ترعرع و التحق بجامع الزيتونة ليتخرج منه ويباشر اشرف المهن لا لحاجة مادية وانما لينخرط في سلك من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقهم( العلماء ورثة الانبياء وقال انما بعثت معلما) والا فان الرجل في بحبوحة. وهنا في العاصمة وما يحيط بها اختلط بالاوساط العلمية التي قربتة لما عرف به من نشاط وحيوية واستعداد للخدمة والبذل بغير حدود و كتب الله له ان يصاهر الشيخ الصلح سيدي محمد الكلبوسي رحمه الله المدرس بجامع الزيتونة المعمور و امام صلاة التراويح به لسنوات طويلة والامام الخطيب بجامع سبحان الله بباب سويقة وهي الخطة التي خلفه فيها الشيخ حسن الورغي الى ان انتقل الى جوار ربه وقد تعرض جراء جرأته الى مضايقات والى الايقاف عن الخطابة ولكنه غاد الى هذه الخطة اكثر من مرة بفضل تدخلا ت من عرفوا اخلاصه وانه لاتحركه اية غاية(الشيخ الوالد الذي كانت تربطه به علاقة متينة ). ومن جامع سبحان الله انطلق الشيخ حسن في مشروعه القراني الذي اراد ان يتصل به سنده الى اولئك الذين سبقوا من الشيوخ الذين نذروا حياتهم لخدمة القرآن ونشره عملا بقوله عليه الصلاة والسلام ( خيركم من تعلم القران وعلمه) وكانت البلاد في اواخر الستيتات في امس الحاجة لذلك، فا لزوايا التي كانت مقصد الراغبين في حفظ القران لم يبق منها الا اقل القليل(كالزاوية القادرية في توزر وزاوية نويل في قبلي وزاويةسيدي احمد التليلي في فريانة) اما الكتاتيب فقد قل عددها حتى ان جهة كجندوبة لم نجد فيها مرسما في اوائل التسعينات الا كتابا واحدا وكل ذلك كان نتيجة لنظرة قاصرة لم تلبث البلاد ان جنت نتيجتها المتمثلة في فراغ وصل الى درجة انه يشيد المسجد ولا نجد من يتولى امامة الصلوات الخمس فيه لندرة الحفاظ . في هذه الظروف جاءت حركة الشيخ حسن الورغي رحمه الله واخوان له بررة من البقية الباقية من شيوخ الزيتونة كل في محيطه وكل بما في مستطاعه وكانوا رحمهم الله ينحتون من صخر فالقليل القليل ممن بيده الحل والربط كان يتجتاوب ويذلل امامهم الصعاب . قام شيوخ الزيترنة بهذه المهمة في اغلب جهات البلاد في الساحل وفي صفاقس وفي القيران وفي الجريد وفي قابس وفي بنزرت وفي الوطن القبلي استطاع الشيخ حسن الورغي بفضل حيويته ان ينطلق في تاسيس شبكة من الكتاتيب العصرية تجاوز عددها المئات وقع ترسيمها بالشؤون الدينية بعد احداث ادارة للقران الكريم في اوائل التسعينات وكانت قبل ذلكفي اواخر الستينات تأسست الجمعية القومية للقران الكريم وكان ذلك بمقترح تحمس له االاستاذ صالح المهدي ووافق عليه الاستاذ الشاذلي القليبي وزير الثقافة اناذك واحدث بلموازاة ذلك معهد اللقرءات وكان تابعا لوزارة الثقافة وكان مقره في نهج زرقون وكان التدريس فيه مسائيا ممامكن العديد من الموظفين ان يلتحقوا به ويتخرجوا منه متمكنين من علوم التجويد مع الحفاظ على الطريقة التونسية وقد تولى التدريس في هذا المعهد ثلة نذكر منهم الشيخين عثمان العياري ومحمد الهادي بلحاج رحمهما الله وكان الشيخ عثمان الانداري الذي تخرج من هذا المعهد هواخر مدير له وقد انتقل المعهد الى اشراف وزارة الشؤون الدينية وتلك قصة اخرى نعود الى الشيخ حسن الورغي رحمه الله لنقول ان الرجل التحق مع مجموعة من الشيوخ والاساتذة بجمعية المحافظة على القران الكريم على اثر مؤتمر مشهود في اوائل السبعينات و لم يبق من الهيئة السابقة الا الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله ولملابسات لايتسع المجال لذكرها لم تنطلق جمعية المحافظة على القران الكريم في ادء دورها الاصلي وياليتها تمحظت لذلك الدور مثلما فعلت جمعية المحافظة على القران الكريم بصفاقس التي من حسن الحظ انها كانت مستقلة عن الجمعية القومية في تونس ولذلك واصلت القيام بمهمتها في حين تعطلت شبه كليا جمعية تونس. لم يبق الشيخ حسن الورغي مكتوف الايدي بل بادر الى تاسيس مدرسة للقرأن الكريم بمنطقة سكرة هي عبارة عن مركب متكامل فيه المسجد والمبيت والمطعم وقاعة الاستقبال والساحة الفسيحة وفتح ابواب المدرسة امام التلاميذ من تونس ومن البلدان الافريقية وازداد اعداد هؤلاء على مر الايام فاصبحوا بالعشرات وتخرجت من المدرسة افواج عديدة وشارك خريجوها في المسابقات القرانية في تونس وخارجها ونالوا ارفع المراتب وكان الشيخ حسن الورغي سعيدا بذلك ايما سعادة وكان الجميع سعداء معه فخريجو المدرسة اشتد عليهم الطلب الكل يريد ان يتولوا الامامة فيما يفتتح من مساجد وتهيا لمدرسة الشيخ حسن هذا النجاح الكبير بفضل اخلاصه وتضحيته وبفضل وقوف قلة ممن امنوا بجدوى واهمية هذا المشروع الرائد الذي بذل فيه الشيخ حسن الورغي الغالي والنفيس وناله في سبيله اذى شديدا تحمله بصبر ومصابرة وما كان يرجو من وراء عمله جزاء ولاشكورا وقد استعل كل وسيلة مشروعة في سبيل ان يحافظ على هذا المعلم القرأني ولان هذا العمل كان خالصا لوجه الله فقد دام واتصل فقد قيظ الله له من يصد عنه الغوائل وكانت التهمة جاهزة كالمعتاد ولكن الله سلم و ذلك بفضل رجال بررة لا نريد ان نحرجهم بذكر أسمائهم جازاهم الله خير الجزاء عن القران فقد وقع التبني لمدرسة عمر ابن الخطاب من ارفع مستوى وفي هذه الاثناء وبمناسبة العيد الوطني للثقافة وقع الا تصال بي من طرف رئاسة الجمهورية لاقتراح اسماء من الحقل الديني ليسند لهم الوسام الثقافي فما كان مني الا أن اقترحت كلا من الدكتور ابولبابة حسين وكان حديث عهد باعفاء من رئاسة جامعة الزيتونة والشيخ حسن الورغي وفي مساء ذات اليوم وقعت معاودة الاتصال بي ليقال لي اما بولبابة فغير مناسب الان اسناد وسام له بعد ان ترك رئاسة الجامعة وفي خصوص الشيخ الورغي فالرجل طلع من جماعة التكفير والهجرة ! فقلت كيف الشيخ حسن من التكفير و الهجرة قلت ذلك باستغراب شديد قيل لي مسحناها فيك دبر راسك وتحمل مسؤوليتك وانتهت المكالمة. والحمد لله في اليوم الموالي اتصلت بي الرئاسة من جديد فقلت (رب يستر) واذا بالذي كلمني بالامس يعتذر ويقول لي انا الشيخ حسن برئ وسيسند له الوسام وحدث عن فرحتي وسروري بذلك و لا حرج فقد فهمت ان في ذلك رسالة لم استطع ان اقنع بها بسهولة الشيخ حسن الورغي ولكنه في النهاية قبل ان نذهب معا الى وزارة الشؤون الدينية لتسلم الوسام و بعد تسلمه للوسام لم يعد احد يعترض سبيل الشيخ حسن الورغى، فالجميع اصبح يتقرب اليه ويريد ان يزوره اما من وقفوا بجانبه من جنود الخفاء فيكفيهم ان جزاء الشيخ حسن و جزاءهم هو من عند من لا يضيع اجر من احسن عملا