لم تعد ترجمة معاني القران الى اللغات الاجنبية محل خلاف بين العلماء في جوازها اوعدم جوازها باعتبار ان هذه الترجمات هي مجرد تقريب لمعاني القران وهي بذلك اشبه مايكون بالتفاسير التي لم يقل احد من العلماء قديما وحديثا بحرمتها وعدم جوازها ولان المسلمين الذين لايتقنون كلهم اللغة العربية فمن حقهم ا ن يتعرفوا ولو على بعض معاني ايات الكتاب العزيز فضلا عن غيرالمسلمين الذين يجب على اهل الذكران يعرضوا عليهم مضامين القران كتاب الاسلام وقد تكاثرت في السنوات الاخيرة ترجمات القران خصوصا بعد الاحداث التي شهدتها ولاتزال تشهدها الساحة الاسلامية حيث قويت الرغبة لدى فئات عريضة من الاوروبيين والغربيين بصفة عامة في التعرف على مضامين كتاب المسلمين المقدس القران الكريم وبعد ان كانت ترجمة معاني القران يتولاها باحثون ودارسون مختصون فيهم المستشرقون وفيهم رجال الدين من القساوسة والرهبان والغالب على ترجمات هؤلاء واولئك مجانبة الموضوعية والتجرد ويغلب عليها التحامل والدس الذي من شانه ان يكرس المزيد من الشبهات لدى قارىءوتزيد هذه الترجمات المطلع عليها نفورا من الاسلام كانت هذه العوامل دافعا للعديد من العلماء والمفكرين المسلمين المتمكنين من اللغة العربية التي نزل بها القران الكريم و اللغة التي يراد ترجمة القران اليها الفرنسية او الانجليزية او الالمانية اوالايطالية اوالاسبانية من اللغات الاروبية وكذلك اللغات الاخرى روسية وصينية ويابانية وغيرها من اللغات بما فيها اللغات المحلية) لكي يبادر العديد منهم الى القيام بترجمة معاني القران الكريم وتفاوتت مستويات هذه الترجمات وكان العديد منها دون المستوى المطلوب بل لعل البعض منها كرس المزيد من سوء الفهم مما يقوي حجة القائلين با ن ترجمة معاني القران الكريم ينبغي ان يتولاها فريق وان تولاها فرد فلابد من مراجعتها من طرف لجنة وذلك اسلم واصوب ويذهب البعض من الدارسين الى انه من الاسلم ان يتولى الترجمة المتمكن من اللغة الام وان يكون هذا المترجممع ذلك متمكنا من اللغة العربية فهذاالمترجم سيصوغ المعاني التي فهمها من نص القران بلسانه العربي وفق ما يناسبها من المعاني في اللغة التي سيترجم لها القران وهذا لم يمنع البعض من المتمكنين من اللغة االاجنية الفرنسية مثلا من اقتحام ميدان ترجمة معاني القران الكريم رغبة منهم صادقة في تقريب معاني القران لغير الناطقين باللغة العربية وقد اجتهدو ا واصاب البعض منهم ومن هؤلاء الذين ترجموا معاني القران الكريم مفكران كبيران وعالمان جليلان من ابناء تونس البررة الا وهما الاستذ الصادق مازيغ والدكتور صلاح الدين كشريد رحمهما الله واسكنهما فراديس جنانه وقدتهيا لي شخصيا ان اواكب بواكير هذين الترجمتين لمعاني القران الكريم الى اللغة الفرنسية اذ بادرا رحمهما الله الى نشر العينات الاولى من ترجمتيهما على صفحات مجلة جوهر الاسلام في قسمها الفرنسي وكانا من اسرة تحريرها وتلقيا من قراء هذا القسم الترحيب والمتابعة والمطالبة لهما كي يمضيا فيما عزما عليه من ترجمة معاني كل القران خصوصا والساحة في فترة السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي بدات تشهد بوادر عودة الى القيم الدينية ورغبة شديدة في التعرف على مايدعو اليه اغتنم هذه الحاجة الملحة ادى القراء والاستعداد للقيام بهذه المهمة الترجمة لمعاني القران الى اللغة الفرنسية ناشران الاول هو الدارالتونسية للنشر وكان يراسها السيد عزوز الرباعي رحمه الله ودار الغرب الاسلامي لصاحبها الحاج الحبيب اللمسي رحمه الله فتولت الدار التونسية للنشر اصدار ترجمة الاستاذ الصادق مازيغ وتولت دار الغرب الاسلامي اصدار ترجمة الدكتور صلاح الدين كشريد ولاقت الترجمتان رواجا كبيرا وتعددت طبعاتهما واقتنت بعض الهيئات الاسلامية العالمية مئات النسخ اان لم نقل الاف النسخ لتهديها وتوزعها على الناطقين باللغة الفرنسية في افريقيا الغربية وفي فرنسا وجنى الناشران ارباحا كبيرة فلم تكد الطبعة تنزل الى الاسواق حتى تنفذ بسرعة لتعاد الطبعةووراء الطبعة وتباع النسخة الواحدة بالثمن الذي يحدده الناشر وبالنسبة لترجمة الاستاذ مازيغ وبعد حل الدار التونسية للنشراصبحت هذه الترجمة يتولاها من يشاء في حين ان ترجمة الدكتوركشريد ظلت تصدرها دار الغرب الاسلامي ولاندري مالها بعد وفاة الحاج اللمسي اخيرا وقد اعتبر المختصون والدارسون لترجمات القران ان ترجمتي معاني القران الكريم اللتين انجزهما التونسيان الصادق مازيغ وصلاح الجدين كشريد رحمهما الله من افضل الترجمات الفرنسية لمعاني القران الكريم على الاقل بالنسبة لقراء اللغة الفرنسية الذين ليست اللغة الفرنسية هي لغتهم الام واعداد هؤلاء بالملايين من اصول مغاربية وافريقية وا لفئةا لمتمكنة تمكنا كبيرا من اللغة الفرنسية اميل الى ترجمة الاستاذ الصادق مازيغ والذين هم اقرب الى اللغة الفرنسية الميسرة السهلة تناسبهم ترجمة الدكتورصلاح الدين كشريد والامر طبيعي فالاستاذ مازيغ اديب بارع وشاعر كبير متمكن من ناصية اللغتين العربية والفرنسية و الدكتور كشريد سهل العبارة دقيق دقة اختصاصه كصيدلي مارس الفرنسية تعلما وعملا فكل منهما اجتهد ولن يعدم كل منهما الاجرين او الاجر الواحد والاستاذان مازيغ وكشريد لم يجنيا ربحا ماديا يذكر حسبهما رحمهما الله الشرف الذي نالهما بهذه الخدمة الجليلة التي اسدياها لكتاب الله العزيز فلهما من الثواب والاجر بمقدار ماحل من الهداية في قلوب من اطلعوا على ترجمتيهما لمعاني القران الكريم وكفى بذلك جزاء وثوابا ممن لايضيع اجر من احسن عملا تلك قصة اخرى من خبرهذا الكتاب العزيزفارساها ابنان باران من ابناء تونس عليهما من الله الرحمة والرضوان