كنّا في عدد سابق كتبنا عن صاحب سيّارة النقل الريفي الذي اختفى فجأة ثم عُثر عليه جثّة هامدة على مقربة من الحدود التونسية الجزائرية. وحسب المعاينة الموطنية فقد بدت آثار اعتداء واضحة على جسم الضحية مما يؤكد أنه استهدف للضرب الذي ادّى الى وفاته.. ولكن من قتل صاحب سيارة النقل الريفي ومن أجل ماذا حصل ذلك؟ هذه الأسئلة أجابت عنها تحريات رجال الحرس الوطني بكل من فريانة وفوسانة. وحسب مصادر قريبة من أسرة الضحية فإن هذا الاخير يُدعى سالم وكان يملك سيارة نقل ريفي ومعروف بمدينة تلابت بحسن سيرته ومواظبته على عمله. ودائما، حسب مصادرنا، فقد شوهد شابّان، يوم اختفاء الضحية وهما يطلبان منه أن ينقلهما الى مكان ما وقد استجاب لهما ولكنه غادر المحطة ولم يعد اليها. ترى ماذا حصل له؟ وحسب مصادرنا فقد حاول أفراد عائلة الضحية الاتصال به هاتفيا ولكن دون جدوى مما حدا بهم للخروج فرادى وجماعات للبحث عنه هنا وهناك ولكن لا أحد حدّد وجهة الضحية وهو يغادر محطة سيارات النقل الريفي بتلابت رفقة نفرين.. ولكن. بعد اشعار رجال الأمن وبعض اصدقاء الضحية والجيش الوطني انطلقت التفتيشات عن الرجل المفقود حيث عثروا عليه جثّة ملقاة على الارض وغير بعيد عنها توجد وسيلة نقله.. وبالتنسيق بين رجالات الحرس الوطني بكل من فريانة وفوسانة والجيش الوطني تم حصر الشبهة في شاب شوهد وهو يتجول سابقا، اي قبل حصول الجريمة بمحيط محطة النقل الريفي فوقع ايقافه فورا للتحري معه حول علاقته بوفاة صاحب سيارة النقل الريفي. وفي البداية حاول الشاب المشبوه فيه المراوغة لكنه عاد ليعترف بأنه نفّذ جريمته رفقة طرف آخر، وقد استدرجا سالم صاحب سيارة النقل الريفي الى منطقة قريبة من الحدود التونسية الجزائرية، تبعد حوالي 17 كلم، عن مدينة تلابت وطلبا منه أن يتولى نقل كمية من المخدرات الا أنه رفض ذلك رفضا قطعيا وحاول الانسحاب فورا من المكان ولكن الى أين؟ ويبدو أن الجانيين خشيا من سوء المصير فقد يبلّغ صاحب سيارة النقل الريفي عنهما ويقعان في قبضة رجال الأمن، ولذلك قرّرا ان يجهزا عليه ودون أدنى تردد نفذا ما خططا له واختفيا بسرعة وبعدما دلّ المتهم الأول على هوية شريكه في الجريمة تجري الابحاث لتحديد مكانه وايقافه.