لقد جاء في ورقة يومية دار الفنون ليوم السادس من جانفي 2020 ان (السكوت لم يكن ابدا علامة للرضا كما هو شائع بل هو نفسيا يعد علامة من علامات الألم فالسكوت يلازم طبيعة الشخص تحديدا عندما لا توجد كلمات تستطيع وصف المه المعنوي او العاطفي لذلك غالبا ما يرتيط السكوت بالشخصية المحبطة والمكتئبة) ولقد كنت اود لو نسبت يومية دار الفنون هذا القول لصاحبه حتى نناقشه في رايه وفي توجهه ونرجو ان تنتبه الى هذا التقصير في تحديد المصادر في سنواتها القادمة ولكم كنت اود ايضا لو ان هذه اليومية اجتهدت لتتفطن ولتتوصل لوحدها الى اصل ومصدر هذه القولة الشائعة حتى تتجنب مثل هذا الرد على ما ذكرته من ذلك القول ذلك ان هذا القول الحكيم السليم الشائع الرائع له ما يؤيده وما يؤكده وما يوثقه من كلام رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام افصح الناس واعلم بما يصلح لهم ويصلحهم في المبدا وفي الأساس من اجل ذلك انتشر بين المسلمين وسيظل منتشرا مهما وقع نقده الى يوم الدين فقد جاء في الحديث الشريف الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه عنه ابوهريرة رضي الله عنه(لا تنكح الأيم حتى تستامر ولا تنكح البكر حتى تستاذن قالوا يا رسول الله وكيف اذنها قال (ان تسكت) متفق عليه وعلى هذا الاساس الشرعي المتين انتشر بين المسلمين في كل العصور ان السكوت علامة الرضا في كل الشؤون وفي كل الأمور اما ما ذكر في اليومية وهو منسوب الى جهة او قائل مجهول الهوية من ان السكوت يعد علامة من علامات الألم وانه مرتبط بالشخصية المحبطة والمكتئبة... فهوايضا كلام لا يقوم على ادلة قوية واضحة جلية بل عكس ذلك قد انتشر في الامثال وفي الأشعار وفي الأغاني العربية من ذلك قول الامام الشافعي رضي الله عنه(اذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من اجابته السكوت ان اجبته فرجت عنه وان خليته كمدا يموت) وقول الأخر(سكت عن السفيه فظن اني عييت عن الكلام / وما عييت ولكني اكتسيت بثوب حلم وجنبت السفاهة ما حييت) وجاء في امثال واقوال وحكم اهل الأدب(كان الكلام من فضة يكون السكات ذهب) فالسكوت اذن ليس علامة للاحباط ولا للاكتئاب ولا هم يحزنون كما يقول ذلك المتسرعون والمتنطعون ولكنه علامة رفعة وعلو في الاخلاق واية من ايات العقل الراجح الكبير الموزون اما عن عامة التونسيين فقد قالوا قديما في فضل السكوت واعتباره علامة من علامات القوة والنصر والغلبة المؤكدة على الثرثار التافه السفيه(الي تحب تغلب وتبكيه خليه واسكت عليه)واخيرا الله لا يبكينا ولا يبكيكم ولا يبتلينا ولا يبتليكم بمن يجعلنا لضعف عقله وسوء خلقه نجابهه بالتجاهل وبالسكوت... ولا باس ان ازيد فاذكر للقراء حكمة قديمة لامراة حكيمة كانوا ينادونها خالتي منانة التي ابدعت في ذكر فائدة كبيرة للسكوت وقد عرفت بين الناس بالذكاء والرصانة (الفم المسكر(اي الساكت) ما تدخلوش الذبانة)