حزينة هي بلادي، لفقدان زعمائها، و قلة خبرة من استولى على الحكم فيها، و مسك بشرايين المجتمع باسره، باسم ديمقراطية منقوصة، اختل توازنها، لم يشارك في تأسيسها، ولا الادلاء بصوته فيها،الا أقلية من التونسيين عن مضض،حسب مقتضيات "مجبر اخاك لا بطل"،لان النقاشات الحقيقية حول مصير البلاد عابت،والخبراء الحقيقيين الذين لا يشعرون بالشيء نفسه ابتعدوا عن المشهد، والمعارضين السياسيين الحقيقيين،الذين غفلت على استدعائهم وسائل "الاعلام الثقيلة" الجريئة، التي لها وزنها عند المشاهد،وغالبا توجه الراي العام، وتنير سبيله، غايتها اصبحت البحث عن الشهرة، تستجيب لمموليها، وتعمل حسب ارادتهم،وطبقا لأوامرهم،وتركت الباب مفتوحا على مصراعيه لشبكات التواصل، يكتب فيها الغث والسمين، بدون مراقبيذكر،فانطلقت الاقلام، بدون ذكر كتابها، او بنشر العمل باسم غيرها، لتشن الحروب الفاشلة، والشتائم المتنوعة بألفاظها، معبرة عن حقد دفين، تنفخ غالبا في مزامير احزاب ليس لها تاريخ، او نضال عرفت به، منذ انبعاثها، ووصولها للحكم كان من مأربها،والغنيمة مبتغاها،فغناها الانتماء الى الاحزاب،والثراء الغير الشرعي أصبح الفاصل في مجتمع ازداد فيه الفقر، وتكاثرت الكراهية يدون موجب ان الغريب في الوضع الراهن لبلادنا، انتجند للدفاع عن هؤلاء الاثرياء الجدد،و سالبي الثورة من اهلها ومستحقيها،جحافل من الكتاب في "فايس بوك" وأخواته،و همعبارة عن فرق مرتزقة،لا تعتقد ان للوطنية أصولا، و لا للكتابة ناموسا، ولا للسياسة مرجعية، قوامها المصداقية في السلوك، والمثالية في التصرف،وخاصة في المال العام، وكذلك في الشفافية بالإدلاء عن المكاسب، والتصريح بحقيقة السيرة الذاتية،والادلة على ذلك ببراهين تشقي الغليللو تصفحنا، ولو بعجالة للعشرية المنقضية، لن نجد مشروعا تنمويا يذكر، للافتخار بإنجازه، والتنويه بمسيريه،بل تراكمت ديون الدولة من الخارج، واصبحت المؤسسات المالية العالمية تملي عليها تخطيطها، وتتدخل في شؤونها الى حد لا يطاق، وجب اليوم الوقوف بحزم عندها، والادلاء بمصيرها، والرجوع عن التعهدات،وايجاد حلول معقولة لها مع المقرضين، بإعادة البرمجة، واجتناب مستقبلا الامضاء على مواثيق لا يمكن الايفاء بها في ابانها، وكفى ما حصل من تشويه لمصار تونس، ورميها في مهب رياح العولمة، وهي بمفردها غير قادرة على رد الامواج المتدفقة من كل جانب،وما دورها في الحروب التي تبدوا بوادرها، وبلادنا ليست في مأمن منها، وفك الضبابية وقد تمزق شراعهافيها، وتذبذبت أفكار ربانها، واصبح الغرور ديدنها والا مسؤولية عنوان شعارها، وصلت الى قمة الدولة، وما التضارب حول زيارة أروغان ومخلفاته وحيثياته، الا دليل على عدم التجربة التي تستوجب الانتباه، والرجوع الى اهل الذكر حتى ترجع الثقة في مسار البلاد وحيادها، الذي يراهن عليه و يحميه من كل المتطفلين ان الرجوع الى بناء المغرب العربي يصبح من الاولويات، ولا بديل له حتى لا يتبخر الحلم من جديد، فقد نادى به اجيال الاستقلال، وتفرضه اليوم الظروفالعالمية، والتكتلات الاقتصادية،وبالتأكيد المحيط الجغرافي والسياسيوالبيئي،ولنتذكر ما أنشدته أجيال متعاقبة من عمق جوارحها، منذ صغر سنها،أغنية "علية" طاب ثراها "بني وطني"، وقد مرت تلك الاجيال بالتجارب في حياتها المهنية، وعاشت السياسة من منابعها،وتدرجت في المسؤوليات عن جدارة، حيث تركت بسماتها في بناء الدولة العصرية،والدفاع عن انجازاتها، بكل روح نضالية، وبدون جزاء ولا شكورا،لأنها تؤمنبنداء الواجب أولاوالاخلاص لتونس أبدالدهر،وحتى يرتفع النقاش الى مستوى يليق بما وصلت اليه تونس وشهدائها ويوفر لها أسباب السلامة والازدهار، يتساءل المواطن في حيرة هل الدولة اليوم محفوفة بشيء من المهابة والاحترام؟ هل هي قوامها النزاهة والاخلاص والتضحية؟ هل مسؤولية تونس ومستقبل تونس وحظ تونس بين يدي الشعب او لفائدة احزاب عديمة البرامج، ومتباينة الاهداف؟ هل وجب العودة الى حضيض التشفي وذكر الفضائح؟ هل نحن في كلية حقوق للرجوع من جديد لبسط مختلف الانظمة الدولية، أم لنا مرجعية هي تجربة حكم، نستفيد من مزاياها ونصلح نقاط ضعفها في الابان؟ ألم يعودنا التاريخ ان مؤسسي الدول هم من الرجال العظام، والعباقرة أمثال الزعيم الحبيب بورقيبة، لا تتغلب عليهم الابهة والبذخ؟من هو دماغ الدولة الحالي الذي يرشدها ويقودها للإصلاح فتصلح؟ وان قادها لطريق الخطأ أتت الكارثة؟ هل آن الوقت لوضع حد لمعركة بعث حكومة محدودة الافراد، تمتاز بالمسؤولية والنجاعة والمصداقية؟هل اهل النفاق، والمرتزقة ومن يشاطرهم الرؤى، و يساندهم في التفكير، و يفتح لهم الآفاق، رحلوا من حيث أتوا، وما تعيشه تونس اليوم، يعتبر من مخلفات بذورهم؟ أليس من الأجدر وقد مارسوا حكم البلاد، ان يلزموا الصمت، ويتركوا المناصب لغيرهم، لعل في ذلكرسالة بوادر اصلاح، وتشجيع لكفاءات تونس التي غابت عن المكلف بالبحث عنها؟ كفانا ضرعا من الايادي الخفية وتآمرها على مصير تونس، لتركها تتنفس الصعداء، وهي في آخر نفس؟ واسمحوا لي في خاتمة تأملاتي هذه ان أقول لكم الحقيقة متى تنتهي هذه المضايقات؟ولنتمثلبما قاله المتنبي في رثائه ويزينني غضب الاعادي قسوة ويلم بي عتب الصديق فأجزع تصفو الحياة لجاهل او غافل عما مضى فيها وما يتوقع تتخلف الآثار عن أصحابها حينا ويدركها الفناء فتتبع الدكتور رجب حاجي أول رئيس لبلدية ريفية محدثة ملولش(1985 -1990) - زاول تعلمه الثانوي بمعهد الذكور بسوسة- أستاذ مساعد بالمعهد العالي للتصرف بتونس- وهو متحصل على الاستاذيةكلية العلوم باريس السادس- شهادة الدراسات المعمقة في التوقعات باريس السادس- دكتوراه اختصاص في علم الإحصاء باريس السادس- دكتوراه دولة في الاقتصاد أكس مرسيليا- دكتوراه في إدارة المؤسسات بريس الأول- شهادة تكوين مستمر في إدارة المؤسسات الجامعة الأميركية هارفارد- شهادة تكوين مستمر في إدارة المؤسسات من جامعة بلغراد- شهادة معهد الدفاع الوطني الدورة الرابعة- شهادة مستوى السنة الرابعة انجليزية معهد بورقيبة للغات الحية