واعتبروا.. حدث في منتصف الثمانينات أن طائرة اثيوبية أصابتها شاحنة تموين بينما كانت جاثمة بأحد المطارات الخليجية فنشرت جريدة الشرق الأوسط آنذاك خبرا لا يخلو من السخرية عنوانه: توقف نصف الأسطول الجوي الأثيوبي، باعتبار أن اثيوبيا لا تملك حينها الا طائرتين من نوع 707، وبعد يومين نشرت نفس الصحيفة خبرا ثانيا يقول إن الطائرة الاثيوبية الثانية أصيبت بعطل كبير سيستغرق إصلاحه وقتا طويلا وبذلك يتوقف الأسطول الجوي الأثيوبي بالكامل.. واثيوبيا هذه بلاد مغلقة لا منفذ لها على البحر ولا يوجد بها نفط ومرّت بصراعات عرقيّة عديدة أفضت الى مجاعات أودت بحياة الآلاف ويفوق عدد سكانها المئة مليون نسمة حسب تعداد سنة 2017...اثيوبيا هذه تحقق اليوم واحدة من أعلى نسب النمو في افريقيا ويتهافت على الاستثمار فيها المستثمرون من كل أصقاع الدنيا حتى أصبح يطلق عليها اليوم الصين الافريقية.. ومن بين أسباب هذه الطفرة الرئيسية صدق عزائم الرجال في محاربة الفساد والصلابة في تطبيق القانون..حدث ذلك رغم أن رئيسهم ربما يجهل حتى كيف يحضن زوجته وأطفاله وليس خطيبا مبعبعا وليس لديهم رئيس مجلس نواب له جيش من المستشارين والكتبة والحجاب وأصحاب الألقاب وليس عندهم من يزيّن لهم الورع والتقوى وجميل جزاء الله ويستحوذ على الخزينة جزاء لنضالات مزعومة.. واعتبروا يا أولي الألباب