كفى بنا داءً أننا لم نعد نصدّق أحدا من الجالسين على تنفّسنا في هذه البلاد العليلة.. هل أتاكم حديث الخبراء والقائمين على بنكنا المركزي، وعن الانتعاشة الاقتصادية وارتفاع المؤشرات وبداية التعافي ونزول مؤشّر التضخّم واستفاقة الدينار بعد غيبوبته الطويلة وتدفّق العملة الصعبة على الخزينة بفضل السياحة والموسم الفلاحي الاستثنائي بكل قطاعات الفلاحة وكل ذلك بلغة الأرقام والفواصل والنقاط والرسوم البيانيّة الزاهية؟؟ فيا أيها الذين شعرتم بهذه الانتعاشة من أبناء جلدتنا، يا أيها الذين هبّت عليكم نسائم الفرج انظرونا نقتبس من نوركم.. دعونا فقط ننظر اليكم لتطمئن قلوبنا أن سيل الخيرغمركم وهو في طريقه الينا ان شاء الله.. لأننا ورب الكعبة ما نرى أحوالنا تزداد كل يوم إلا ضنكا على ضنك.. أيها القاعدون على بنكنا المركزي تثبّتوا هداكم الرحمان الرحيم هل السجلاّت التي بين أيديكم سجلاّت البلاد التونسية أم سجلاّت مجلوبة من بلاد أخرى لأننا نحن عباد الله البسطاء ودون أرقام نقيّم حالة اقتصادنا عندما نذهب الى السوق وعندما ننظر كم اقتطع من رواتبنا وعندما نكون في انتظار صندوق الكنام لتعويضنا عن أثمان الأدوية من مالنا الذي اقتطعتموه من لحمنا وسلبتموه من أفواه أطفالنا .. ما لَنا اذا انتعش الاقتصاد في كل مرّة نقصد السوق نلحظ ارتفاع كلفة المعيشة أكثر من كل مرّة سابقة؟ وما لنا كلما اشترينا دواء وجدنا ثمنه ازداد ازديادا مشطّا هذا إذا كان متوفّرا؟ ومالنا يخبرنا صندوق الكنام بالموافقة على تعويض ثمن الدواء ولكن السيولة مفقودة وعلينا الانتظار؟؟ ومالنا اذا انتعش الاقتصاد أصبحنا على حافة البؤس؟؟ ومالنا نرى الهوّة تزداد اتساعا بين الأغنياء المرفّهين الموسرين وبين الفقراء والمحتاجين والذين انضمّوا اليهم من الفقراء الجدد الذين كانوا الطبقة الوسطى؟؟ قولوا لنا ان اقتصادهم هم انتعش اما اقتصادنا فلا ننتظر والله أن ينتعش حتى يفيض البحر على سواقيكم وسواقيهم فيبتلعها.. وها إنّي أتنبّأ لكن نبوءة حزقيال..إنّ ماحدث في جانفي 2011 كان مجرّد حفلة تنكّرية عابرة.. أما والله ثم والله كأنّي أرى رأي العين الرؤوس تجتمع عليها الكلاب السائبة فتعافها وكأني أرى الدور والقصور تلتهمها النار وكأني أرى النساء تُسبى وتُفعل بهنّ الأفاعيل.. واصلوا على هذا النحو .. واصلوا أكل لحومنا وشرب دمائنا.. فقريبا يزمجر هذا الشعب البائس عليّ وعلى أعدائي يا رب.. وإن موعدنا الصّبح ..أليس الصبح بقريب؟؟