منذ مباراة يوم أمس الأوّل الثّلاثاء ضدّ النّجم الرياضي السّاحلي التي انتهت على نتيجة التّعادل (1 – 1) انطلق بعض أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي في حملة تنديد بمتوسّط ميدان الفريق وليد القروي بسبب ارتكابه للمخالفة التي أدّت إلى ضربة الجزاء التي مكّنت المنافس من افتتاح النّتيجة في وقت مبكّر – وبالتّحديد في الدّقيقة 19. القروي تعمّد لمس كرة فضائية باليد داخل المناطق المحرّمة للسّي آس آس ومكّن بالتّالي النّجم من ضربة جزاء كان بالإمكان تفاديها – وهو ما أثار غضب جانب من أحبّاء الأبيض والأسود... لكنّ المتأمّل في العملية يلاحظ أنّ اللّاعب تعرّض إلى مضايقة من أحد لاعبي الفريق المنافس جعلته يرفع يده لإبعاد الكرة ربّما ظنّا منه أنّ الحكم سيعلن عن مخالفة لفائدته – حسب ما يبدو. صحيح أنّ اللّاعب وليد القروي ارتكب خطأ كان بالإمكان تجنّبه لكنّ ذلك لا يبرّر الحملة التي انخرط فيها جانب من الأحبّاء للمطالبة بإبعاده عن التّشكيلة... وحسنا فعل المدرّب فتحي جبال عندما مكّن اللّاعب من مواصلة المباراة إلى غاية نهايتها حتّى لا يمسّ من معنوياته وحتّى لا يتسبّب في فقدانه للثّقة بالنّفس. موقف المدرّب فتحي جبال من الخطإ الذي ارتكبه اللّاعب وليد القروي في المباراة الأخيرة ضدّ فريق جوهرة السّاحل يذكّرنا بما فعله المدرّب الهولندي رود كرول في بداية الموسم الماضي عندما جدّد ثقته في الحارس أيمن دحمان في بداية مشواره مع فريق الأكابر رغم أنّه تسبّب في انسحاب الفريق من منافسات البطولة العربية للأندية أمام نادي النّفط العراقي ويكسب السّي آس آس بالتّالي حارسا متميّزا ومتألّقا. في الحقيقة لا مجال للشكّ أو للتّشكيك في قيمة متوسّط الميدان الشّابّ وليد القروي الذي يتكهّن له الفنيّون بمستقبل واعد اعتبارا لمؤهّلاته البدنية والفنّية التي لا يستهان بها. ولا شكّ أنّ هذا اللّاعب العائد إلى أجواء المباريات حديثا بعد ركونه إلى الرّاحة لمدّة تناهز السّنة بسبب الإصابة والعملية الجراحية على الأربطة المتقاطعة سيعود إلى صولاته وجولاته قريبا وسيكون إحدى الورقات الرّابحة للإطار الفنّي شريطة أن يكفّ بعض الأنصار عن استهدافه وأن يسعى جمهور النّادي للرّفع من معنوياته ومؤازرته... لا تظلموا القروي الذي هو ابن النّادي قلبا وقالبا وتحرموا بالتّالي الفريق من أحد أبرز ركائزه! محمّد كمّون