ضمن برمجته لربيع مسرح الطفل نظم المركز الوطني لفن العرائس عرض مسرحيّة "الفينيكس" لمخرجته فضيلة بن عكاشة يوم الخميس 06 فيفري 2020 بمسرح الجهات وقد أثّث العرض ثلّة من الممثّلين المحترفين تنكّروا بأقنعة مختلفة ليحملوا الأطفال إلى عالم ساحر. و«الفينيكس» عمل موجه للناشئة للمخرجة فضيلة بن عكاشة، وقد قام بالأداء المسرحي كل من محمد قريع ونهى المكشر وامال البكوري ونزار بن خضرة وعادل الدّلاجي والهادي الصيود، اتّخذ كل على حده ثوب طير من الطيور لتدور بينهم حوارات بسيطة المبنى وقويّة المعنى حملت في طيّاتها حكايات وقصص مضمّنة شدّت انتباه الأطفال الذين مثّلوا الأغلبيّة في الجمهور بين الفينة والأخرى في أطر زمكانيّة مختلفة جمعت بين الماضي والحاضر واستشراف المستقبل الاجتماعي والسّياسي وذلك من أجل تنوير ملكة الفكر لدى الطفل وانفتاحه على قضايا البعث والوجود والعدميّة في شتى تجلّياتها. أثّثت العرض المسرحي موسيقى متماهية مع الأصوات التي تصدرها الطيور جعلت الممثلين يرقصون على وتيرة متناغمة والأحداث والمكمّلات الضوئية التي نجحت في جعل الطفل في أكثر حالات تركيزه بين تدرج اللون وشبح الخيال المصور والإيقاعات المتداخلة مع الفواصل الموسيقية التي رقص على أثرها كل طير على حسب شخصيّته، حتى تكون ضرب من الكوميديا البنّاءة والتي لا تخلو من البعد الدرامي في عقدة السيناريو سواء كان ذلك على مستوى الرمز او الدلالة. يميّز العرض توظيف مقاربة السينوغرافيا التّخييليّة ففي لقاء الهدهد بشخصيّته القياديّة والببغاء والفينيق بتدرّجات ألوانهما المشعّة الورديّة والبومة برماديّتها وحكمتها والبطّة بيفاعتها وشبابها والبلبل العاشق الحالم والصقر المتوجّس الرّصين يضفي على الركح تكامل وتلاقي رغم اختلاف أشكال الشخوص وما تبطنه من قضايا أفكار جعلت المشهديّة قائمة على سيميولوجيا البناء الرّمزي الفرجوي فيكون العرض ذا حدّين العمق الدلالي الذي يدعو الطفل إلى التفكير ونقد بعض المشاهد التي قد تبدو غامضة والكوميديا المضحكة التي تأخذه إلى فسحة يستأنس بها وترفّه عنه. نجح الممثلون في خاتمة العرض في استنطاق الطائر الذي لبس ثوب الإنسان، فأخذوا الطفل في رحلة فنّيّة سافر عبرها إلى عوالم مختلفة جعلتهم يتفاعلون مع فصول المسرحيّة بالضحك والتصفيق والدّهشة والصراخ أحيانا، ولإثراء اللقاء اقترح الممثلون على الأطفال حلقة نقاش يتبادلون فيها الأفكار مع الأطفال ويجيبون على كافّة أسئلتهم الّتي رأت مخرجة العرض أنّها "أسئلة كبيرة من ذوات صغيرة" مضيفة "لقد شاركتمونا العرض وآنستمونا..."