بوفاة الممثل القدير الشاذلي زعرة تكون قد سقطت ورقة اخرى من اوراق شجرة الثقافة الشعبية في تونس الثقافة المعبرة ببساطة وذوق وصدق عن هموم الشعب والحق اقول ان الفقيد كان من المؤمنين الاشداء بهذه الثقافة والمنتمين لها دون ادعاء أو غرور وكان أحد خدّامها خدمها احيانا هكذا حبا وغراما وهواية وعشقا كنا نتحول صحبة مصطفى الفارسي والتيجاني زليلة والمنصف شرف الدين وتوفيق عاشور يقودنا الفقيد بوصفه المسؤول عن لجنة التوجيه المسرحي نتحول الى سوسة أو القيروان او المنستير او الحمامات او القيروان او بنزرت لنحضر العرض الاول لكل مسرحية جديدة لنجيز عرضها من عدمه ويشهد الله اننا كنا نكتفي بإبداء بعض الملاحظات ولم يحدث أن منعنا مسرحية واحدة كنا نسافر الى الاقاصي فنحضر العرض ونعود الى العاصمة في نفس الليلة وكان الشاذلي زعرة بما له من ثقافة شعبية وضمار وقدرة على التقليد والسخرية يخفف عنا مشقة الطريق لقد كان فنانا باتم معنى الكلمة رحم الله صديقي ورفيقي العزيز...