يوافق يوم 21 مارس من كل عام اليوم العالمي للشعر الذي تحتفي به الأممالمتحدة ومنظمة اليونسكو ولكنني لا اجد قولا اقوله فيه اصدق من ان اقول فاسال واين الشعر الجميل اليوم الذي يمتع العقل والذي ترتاح له الروح والذي ينتشي به القلب تمام الانتشاء؟ بل واين الشعراء العظماء الذين بكت على رحيلهم وفقدانهم الارض والسماء؟ فاين منا امثال امرئ القيس وامثال عنترة وامثال ابي تمام وامثال المتنبي وامثال المعري وامثال ابي فراس الذين خلد شعرهم الزمان والذين استفاد من كلامهم ومن حكمهم الناس والذين غذوا بها ما في نفوسهم من المشاعر ومن الاحساس؟ انني اقول بتعبير اسف حزين وببكاء مر ان الشعر بل الثقافة كلها بصفة عامة شاملة تمر اليوم باسوا حالاتها وباتعس فتراتها وانني اظن انها ستفقد بعد قليل وستزهق ما بقي من انفاسها بعد ان اصبحت مجرد مظاهر شكلية تهريجية ونوعا من التجارة المالية التي لا يحتاج النجاح والشهرة فيها الى عبقرية ولا نبوغ ولا مهارة ولا الى موهبة صادقة حقيقية ربانية وصدق والله الشاعر المغربي مصطفى ملح عندما قال في شان حال الشعر والثقافة اليوم وهو يشعر بشيء كبير من الحزن والياس والغبن والقهر اترك بيوت الشعر/ وحوانيت الثقافة التي تعرض العطور في زجاجات البلور/ المثقفون صاروا تجارا/ والقراء يبحثون عن صفحة الأبراج/ والصحف ثعابين تتلوى/ والمجلات اسمال بالية في صندوق قمامة/الجوائز في حلبة السباق/الارانب لا تتوقف والكاميرا فم جائع/ والرجال يصرون على المشاركة في العدو/بارجل صناعية وعكازات من القصب/ واذا كان مصطفى ملح قد قال فاجاد فيف وتشخيص حال الشعر والثقافة اليوم التي اصبح حالها في الحضيض ومن سقط المتاع فاني اخترت ان انهي هذا المقال بما يعرفنا بالشعرالحقيقي والشعراء الموهوبين في زمن الابداع والامتاع وهل هناك افضل من زمن ابي العلاء زعيم المثقفين وفيلسوف الشعراء؟ الذي لخص حقيقة هذه الحياة في كلمات قد تغير لدى سامعيها معاني ومقاصد الكثير من المعلومات التي تعلموها وتلقنوها ولكنهم لم يتعمقوا في فهمها كما يجب التعمق في فهم الحقائق والمسلمات غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شاد وشبيه صوت النعي اذا قي س بصوت البشير في كل ناد ابكت تلكم الحمامة ام غ نت على فرع غصنها المياد صاح هذي قبورنا تملا الرحب فاين القبور من عهد عاد خفف الوطء ما اظن اديم ال ارض الا من تلكم الأجساد رب لحد قد صار لحدا مرارا ضاحكا من تزاحم الأضداد ودفين الى جناب دفين في طويل الأزمان والآباد تعب كلها الحياة فما اع جب الا من راغب في ازدياد اما اذا رغبتم ايها القراء في ازدياد على حد تعبير المعري من هذا الشعر الرائع الممتع الجميل فما عليكم الا ان تعودوا الى ديوان شعر المعري وامثاله من دواوين اشعار عباقرة الزمان الغابر اما اذا اردتم افضل من ذلك فماعليكم الا ان تقتدوا بسير هؤلاء الحكماء الذين علموا الناس كيف تكون القوة وكيف تكون العظمة في ترك ومقاطعة منهج حياة الهمج والرعاع والغوغاء الذين لا يستطيعون إبصارا ولايريدون سمعا والذين قال فيهم خالقهم وقد خبرهم بعد ان خلقهم خلقا وبعد ان صنعهم صنعا (قل هل انبئكم بالأخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) ولا شك عندي ان المعري وامثاله من كبار شعراء العرب بل من كبار شعراء العالم باسره قد قرؤوا وقد فهموا القران الذي ينير العقول ويريح النفوس ويفتح البصائر ويهدي الى الصواب في كل مجال وفي كل ركن في كل باب ولا شك ان عالم الشعر اليوم قد فقد امثال المعري في العالمين لان المسيطرين على برامج التعليم وبرامج الثقافة فيه قد هجروا القران هجرا مليا فهجرتهم العبقرية هجرة غير رجعية والتي تمتع بها عظماء الشعراء في ذلك الماضي الجميل فهل صدق كاتب هذه السطور عندما قال انه اسف وانه باك وانه حزين؟؟؟