ساقولها وامري لله ...اننا في تونس نشكو من قلة بل من انعدام المعاملات الانسانية ...اننا مع بعضنا البعض غلاظ شداد لا نعرف الرحمة ولا الرافة ويا ويح من يسقط ..او"يطيح " ... او تدور عليه الدوائر... او يجد نفسه في ضيق ... او تنزل عليه مصيبة ...ولذلك عندما يرحم احدنا الاخر تبدو لنا المسالة "غريبة بعض الشيء" وقد تاخذ اكبر من حجمها ...انا اليوم بكيت من شدة التاثر عندما بلغني ان الجيش الوطني في حفوز اصر على العودة برجل مسن فقير وزوالي ومن المعذبين في الارض جاء الى مركز البريد ليتسلم اربعة صوردي منحة الشيخوخة ...جاء على قدميه فاصر الجيش على اعادته الي بيته بسيارة عسكرية ...انه مظهر من مظاهر الانسانية النادر في بلادنا بينما المفروض ان يكون من تقاليدنا الراسخة ...وخبزنا اليومي ...ولكن في الريح ...وهيا توة فرقو الحضبة ...