أن يتم جلب «زين العابدين» الرئيس المخلوع الهارب للسعودية، ومحاكمته ومحاسبته على كل الجرائم والانتهاكات التي قام بها في حق الشعب التونسي، وفي حق البلاد على مدى سنوات نظامه الفاسد، والى غاية الأيام القليلة السابقة للثورة، فذلك مطلب شعبي متأكد ومتزايد... ولكن في الوقت الذي مازال فيه تحقيق هذا المطلب رهن توفر الإرادة السياسية اللازمة، ومقابل تمتع المخلوع وعائلته وأصهاره الهاربين بالخارج، بحياتهم الطبيعية، فإن حياة عائلة العم «حبيب» أب السبعة أبناء، وأصغرهم «زين العابدين» قد تحولت الى جحيم ، وصار الكل في منطقة منزل تميم، يتداول حكاية ماجناه حمل الإبن الأصغر، لنفس اسم المخلوع، الى جانب تاريخ الولادة الذي جاء بعد 6 أيام فقط من تسلّم بن علي للحكم في تونس، من مشاكل وتبعات «كارثية»... الحكاية تبدو على غاية من الغرابة، وتدعو الى طرح السؤال: هل يجب أن يغيّر التوانسة حاملو اسم «زين العابدين» والمولودين في 87، أي الشبان البالغين من العمر 23 و24 سنة، أسماءهم وتواريخ ميلادهم، لينجوا من الشبهات والمضايقات، بسبب تبعات لعنة أفعال وجرائم المسمى «زين العابدين بن علي» الرئيس المخلوع...؟ *والده: «ابني خاطيه... وهذا ما جناه عليه اسم زين العابدين وولادته سنة التحوّل» *محاميته: رفعت شكوى في الاعتداء بالعنف على موكلي لوزير العدل وللهيئة العليا لحقوق الإنسان... أما أصل حكاية ماجرى للشاب المتهم «زين العابدين بن ابراهيم» المودع الآن بسجن مرناڤ، منذ 21 يوما، بموجب إجراء الإيقاف التحفظي، الى حين محاكمته، فتتلخص حسب المعطيات المتوفرة لدينا من محاميته الأستاذة كريمة قلوج بالنور، وعائلته، في أنه على إثر أحداث العنف والتخريب والحرق التي شهدتها في المدّة الأخيرة منطقة منزل تميم، واستهدفت خاصة منطقة الأمن، ومركز الحرس الوطني واحدى المؤسسات السياحية هناك، توّلت دورية أمنية، بعد القيام بحملات تمشيطية، القبض على مجموعة من المشبوه فيهم في التورط في تلكم الأعمال الإجرامية، ومنهم «زين العابدين»... الى هذا الحدّ من أطوار الحادثة، لم تبرز بداية ملاحقة لعنة حمل نفس اسم المخلوع، وتاريخ الميلاد المتزامن مع أول أسبوع «للتغيير» و«التحوّل» لابن منزل تميم، المتحصل على شهادة مهنية في مجال الكهرباء والنقي السوابق العدلية والبالغ من العمر 23 سنة، «زين العابدين بن ابراهيم» الممرضة بالمستشفى من أشارت عليّ باسم «زين العابدين» والده «العمّ حبيب» الذي حدّثنا بالهاتف، مقهورا عمّا جرى لابنه، «ڤريّد العش» كما يسميه، انه لو كان يدري بأن اسم «زين العابدين» سيوقع ابنه في مواقف ومطبات ما أنزل بها الله من سلطان، ماكان ليسميه به... ويقول موضحا: «لي 7 أبناء ، وزين العابدين أصغرهم، وصادف أن جاء لهذه الدنيا في 13 نوفمبر 1987، أي بعد 6 أيام من تسلّم الزين المخلوع للحكم، فكان أن أشارت عليّ احدى الممرضات بالمستشفى أن أطلق عليه اسم زين العابدين، وكان الأمر كذلك...» ولكن، وبالاستناد دائما، الى رواية محدّثنا، فإنه على اثر احدى الزيارات التي أداها الى ابنه زين العابدين الموقوف بسجن مرناڤ، أعلمه الإبن السجين، انه يشكو من كسور على مستوى ضلوعه الى جانب إصابة بالأنف، جرّاء تعنيفه خلال استنطاقه والتحقيق معه، ولاسيما عند نطقه بأن اسمه زين العابدين ومولود في سنة 1987... وإن نحن نورد هذه الاعترافات للسجين زين العابدين بن ابراهيم» بكل احتراز، وهي الاعترافات المنقولة على لسان والده الذي أكد لنا بالأمس، أن العناية الطبية والصحية اللازمة، شملته في السجن، فلم يعد يشكو الا من بعض الأوجاع الخفيفة، يتضح من خلال ماصرّحت به لنا المحامية، الأستاذة كريمة قلوج بالنور، انها أعلمت حاكم التحقيق بتعرّض منوبها للعنف وهو نقي السوابق كما تقدّمت بشكوى لكل من وزير العدل، ورئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحرّيات الأساسية... قبل كسر ضلوع زين العابدين... «أجبروه على الاعتراف بحقده على الأمن» مجموعة قضايا وتهم، أحيل من أجلها الشاب «زين العابدين بن ابراهيم» القابع في السجن، بموجب بطاقة الإيداع الصادرة ضدّه، من قبل حاكم التحقيق الأول بقرمبالية، على خلفية الأحداث التي سجلتها مؤخرا منطقة منزل تميم. والمتهم بريء حتى تثبت ادانته، ووفق مابدا من التفاصيل الواردة، نقلا عن رواية والد السجين «زين العابدين» فإن توقيت الواقعة التي تم فيه تسجيل أحداث العنف والتخريب بمنزل تميم، كان بين الساعة 7 و8 مساء من تاريخ الثاني من أفريل الجاري، ولكن عند القيام بحملة التمشيط بالمنطقة، تم القبض على ابنه في حدود منتصف الليل، لما كان عائدا على متن دراجته النارية، من منزل خالته. ويواصل «عم الحبيب» سرد تفاصيل تلك الليلة التي شهدت أحداث العنف بالجهة، ليقول: كنت أتصوّر أنه بعد الفرز والتثبت، سيقع إخلاء سبيل ابني زين العابدين، لأنه ليس من اللصوص والمجرمين والهاربين من السجن، ولكن ما حصل أنهم أوقفوه مع مجموعة المشبوه فيهم، ليتعرّض عند التحقيق معه وأخذ أقواله، الى العنف الشديد... ويدّعي محدثنا أيضا، أن ابنه وبقية الموقوفين، قد اعترفوا وأمضوا تحت الإكراه بأنهم قاموا بما قاموا به من اعتداء بالحرق على منطقة الأمن ومركز الحرس الوطني بمنزل تميم، بسبب حقدهم على الأمن...