إنّه كتاب ظريف وطريف صدر لي عام (2005) عن دار ابن حزم ببيروت، أي: منذ خمسة عشر عاما قبل حدوث نازلة كورونا. وقد عمّم هذا الكتاب هديّة، العلّامة المفكّر الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي (مدير ورئيس تحرير مجلة جوهر الإسلام) التونسية الغرّاء للقرّاء في العدد الأخير من شهر مارس، شكر الله له وأثابه. فأقول، ومن الله تعالى الرّضاء والقبول، معرّفا السّادة القرّاء بكتابي هذا: إنّ من يقرأ هذا الكتاب المختصر المفيد، لا بدّ أن ينشرح صدره، وتبتهج نفسه، وينفتح عقله، على "حقائق" ربما كان يجهلها، أو غابت عنه، وهي حقائق جاء بها سيّد الأنام عليه وآله الصلاة والسلام، ونبّهت إليها شريعة الإسلام، وقرّرها الطبّ الحديث هذه الأيّام، وناشَدَها علماء التربية الأعلام، وخبراء علم النفس من ذوي الأفهام، كلّ ذلك في سبيل توعية البشر: (نفسيّا .. وصحيّا .. واجتماعيّا ..)، لأنّنا نعيش في عالَم يضجّ بأزمات روحية، وسيكولوجيّة، ومشاكل واضطرابات ذات الصلة بالصحة البدنية، ودوائر المجتمع المتفرّعة. فحياة النفوس اليوم – لا أراك الله مكروها – مليئة بتفشِّي الوهم، ومعناه: حبّ الدنيا وكراهية الموت. أمّا مواضع الكتاب، فمِن أهمّها ما يلي: الانسان والصحّة .. حرص الاسلام على مكافحة الأمراض .. مشروعية التداوي .. الطبيب وسيلة إلى الشفاء .. فضل عيادة المريض .. فائدة الحَجْر الصحي .. في التربية الجنسية: توعية ومسؤولية .. الغضب مُضرّ بصحّة الانسان .. سعادة الانسان تَكْمُن في الايمان .. ثمّ خَتمت أبحاثَ كتابي هذا في صفحته الأخيرة (79) بحديث خاتم الأنبياء ﷺ، الذي رواه الإمام الترمذي في كتابه (السنن) عن عبد الله ابن مُحْصٍ عن النبي ﷺ قال: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". (يتبع)