ذلك هو عنوان الكتاب ( الاسلام سيكون روحيا اولن يكون).. الذي اصدره قبل سنوات الاستاذ ايريك جوفروا رئيس قسم العربية والحضارة الاسلامية بجامعة سترازبورغ الفرنسية حاليا وصدر ت ترجمة له الى اللغة العربية المركزالقومي للترجمة(القاهرة) تحمل عنوان ( المستقبل للاسلام الروحي) ترجمة هاشم صالح ومراجعة اسامة نبيل والاستاذ جوفروا من اولئك الذين اعتنقوا الدين الاسلامي قبل عدة سنوات على غرار العديد من زملائه الذين جرهم البحث عن الطمانينة والراحة النفسية ووجدوها في الاسلام الذي يمثل التصوف جانبه الروحي الذي لم ينقطع مدده من خلال شيوخ التربية والسلوك وقد تدرج الاستاذ اريك جوفروا( وقد اختار اسم يونس) في سلم البحث العلمي الجامعي الى ان بلغ ارفع درجاته وتجول بين الجامعات الغربية والعربية والاسلامية باحثا ومحاضرا واستاذا زائرا لايكاد يغيب عن لقاء يعقد حول الاسلام والجانب الروحي فيه بالخصوص واوكل اليه تحقيق وجمع وتبويب عديد الندوات العلمية التي عقدت في السنوات الاخيرة (حول طرق الله. الشاذلية. ماوية الشيخ العلاوي...وغيره من الندوات التي شارك فيها الاستاذ جوفروا) عرفت الاستاذ ايريك جوفروا مثلما عرفت اساتذة اخرين من اروبا وغيرها ممن ساروا في هذا الدرب والذين منهم الاساتذة '( داود قريل وعبد الكريم باربو وعب الرحمان توبون وسعيد بيري وعبد الله بنو ومحمد فلسان ابن الشيخ مصطفى فلسان رحمه الله وارث الفيلسوف المسلم رني قنن( عبد الواحد يحي) وعبد السلام لدوز و شارل جيليس و وموريس قلوتون وعبد الهادي الاستاذ بجامعة جورجيا وغيرهم ممن لايتسع المجال لذكرهم) عرفت هؤلاء في اطار مد جسور التواصل خدمة للاسلام في الغرب باعتبار ان هؤلاء هم اهل مكة( واهل مكة كما يقال ادرى بشعابها )وهم بحكم معرفتهم بعقلية ابناء جلدتهم اقدر على تقديم الاسلام على حقيقته وهم اعرف بما يبحث عنه الغربيون وصدق الله العظيم القائل في كتابه العزيز ( وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه) وهؤلاء المفكرون ومنهم الاستاذ ايريك جوفروا يمثلون اليوم في الغرب تيارا تنامى تاثيره في السنوات الاخيرة واخذ يجلب اليه اعدادا كبيرة من كل الفئات( الشباب والمرأة ) يأخذ اصحابه بايدي هؤلاء في سعيهم الجاد للوصول الى الحقيقة وبمعنى ادق تحقيق الطمأنينة التي ينشدونها ولا يجدونها في مادية الحياة الغربية ويصلون اليها عن طريق الروحانية الاسلامية'( التصوف)ويتجاوز تاثير هؤلاء المفكرين المهتدين الى الاسلام الغربيين الى فئات عريضة من المسلمين من ابناء الجيل الثاني والثالت من المهاجرين وكذلك الكثير من المثقفين العرب والمسلمين تلافيا للتقصير الحا صل من عدم الاستتفادة من هؤلاء المفكرين الغربيين المهتدين الى الاسلام( الذين انغلقوا على بعضهم او اضطرتهم الجالية المسلمة الى ذلك وقدمت عليهم غيرهم ممن لا يملكون في اغلب الاحيان المؤهلات الكافية للقيام بهذه المهمة الصعبة الا وهي عرض الاسلام وتقديمه على حقيقته تحركت في السنوات الماضية في مد جسور التعارف والتواصل مع هؤلاء وبذلت كل جهدي من اجل ان يقع ادماجهم في الانشطة التي تتولى القيام بها الجمعيات المشرفة على بعض المساجد في فرنسا ولقي هؤلاء ترحيبا كبير ا اعود الى الكتاب الذي اتخذت عنوانه موضوعا لهذا المقال لاقول ان ما يلاحظ على هذه الترجمة انها تصرفت تصرفا ملحوظا في مضمون الكتاب وقد بد ذلك من العنوان ولعل ذلك مقصود من طرف الناشر والمترجم اومن احدهما فالعنوان الذي وقع الاختيار عليه هو( المسقبل للاسلام الروحاني) بينما عنوان الكتاب باللغة الفرنسية هو(الاسلام سيكون روحيا اولن يبقى) واظن ان الفرق واضح بين هذا وذاك و العائد الى الكتاب في نسخته العربية يخرج بنتيجة شريطة ان يكون قد اطلع على الكتاب في نصه الفرنسي هي انه يحتاج الى مراجعة اخرى في طبعاته القادمة لكي يكون وفيا اكثر ما يمكن الى النص الفرنسي الذي كتبه به مؤلفه فالكثير مما عبر عنه المؤلف باللغة الفرنسية يحتاج ان صح التعبير الى توطين في اللغة العربية بمعني ادق ان ما يصلح استعماله في لغة قد لا يكون هو الصالح في لغة اخرى بل ان استعماله قد يكون صادما وتلك معضلة قديمة لاتزال قائمة في الترجمة وهذه المشكلة تزداد حدة ودقة اذا تعلق الامر بما يمت الى الدين والمقدس ولكل منهما مصطلحاته التي تختلف من لغة الى اخرى وعندما قرات هذا الكتاب في اللغة الفرنسية شعرت بان الؤلف يخاطب القارىء ولما قراته باللغة العربية شعرت من المترجم تصرفا لم يبق في كثيرمن الاحيان على مراد المؤلف رغم ذلك فان كتاب( المستقبل للاسلام الروحاني) يخرج منه قارئه بانه في الغرب هناك اعمال جادة تتابع الشان الديني في البلاد الاسلامية ليس فقط في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل حتى الميدان الديني في اخص خصوصاياته وادق مكوناته ومنها المجال الروحي الذي اعتنى به الباحثون الغربيون و اتوا في اعمالهم بالجديد بل اكتشفوا للمسلمين مافي الثقافة االعربية الاسلامية من عمق وثراء مما كان سببا لاعتناق الاسلام بالنسبة للكثير منهم لم ارد من هذا العرض لكتاب( المستقبل للاسلام الروحاني) ان اقدم مضامينه التي احتوت عليها فصوله الاربعة والتي قاربت المائتين وخمسين صفحة مع مقدمة(.الفصل الاول من الوحي الى التاريخ. كيف حدثت عملية قلب القيم في الاسلام الفصل الثاني اصلاح الاسلام ام ثورة في المعنى.الفصل الثالث ما بعد الحداثة مازق مسدود ام نعمة الهية. الفصل الرابع الصوفية في شكل طريقة محصلة وتحديات) كتاب'( المستقبل للإسلام الروحاني) جدير بالقراءة من طرف كل مهتم بأمر الاسلام والمسلمين في هذا الزمان