مرض كورونا اعاد لنا الصلح الثنائي بين الاذنين والعينين ففي الحجر الصحي الكل مشغول بالاخبار فعين على التلفزيون وعين على الافلام واذن على المذياع والاخرى على النقاش العائلي عن بعد ومثل هذا الحجر اعطى لكثير من المتفاعلين معه طاقات ايجابية في كثير من القطاعات التي كانت في السابق محجوزة في الافكار فقط ولم تجد من صاحبها وقتا للتفعيل بحكم تنوع المشاغل الحياتية الناعمة بكثير الحرية والان وقد توفر الوقت فوق اللزوم وفوق طاقة المطلوبة فان الكثير من الانتظارات المجمدة قد تفاعلت من وفرة الطاقات الحسية والظرفية الايجابية والظرفية الواقعية واظن ان الذي ساهم في تفعيلها هو وفرة الوقت وحتى من لا يجد قبلا ما يطلبه من وقت فراغ فعلي فانه وجده على طبق من ذهب ولا حجة لعدم توفر الوقت فالوقت متوفر بالكمية المفرطة هو واحفاد احفاده على امتداد طول الوقت اليومي ويكفي فقط القليل القليل من تنظيمه حتى تعم الفائدة بجميع اطرافها واصنافها واشكالها واظن ان الكثير من ملتزمي الحجر الوقائي حتى عادوا الى ارشيفهم القديم المخفي من رسائل وكتابات وذكريات لا عادة رسكلتها واصلاحها والوقوف معها على ذكريات الجميلة بجميع حكاياتها بما حوت وقتها من ايام ربيع وشتاء وارى ان من كان مبدعا في ميدان ما قد عادت الية رغبة تجديدها واصلاح عيوبها واعادة الحياة لكل جزئياتها....