اليوم جاءني خبران من صديقة وصديق من الثقات الأول يتحدث عن مواطن تونسي رفض طبيبه العادي قبوله، وهو ذو المرض المزمن، ولما ألح، طلب منه ضعف المبلغ العادي، بالتدقيق طلب منه 120 دينارًا الخبر الثاني أشد إيلامًا، يتحدث عن مواطن تونسي مات برفراف، أصيب رحمه الله بسكتة قلبية، وربما كان يمكن إنقاذه، لكن لم يهتم به أحد، وظل ملقى ساعة كاملة، خوفًا من أن يكون مصابا بالكورونا نعم، هذا وضعنا بتونس اليوم، في ظل التطبيل والتهليل الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام نعم، هذا وضعنا اليوم في ظل إطار طبي هو نفسه غير محمي، رغم ان جله يبذل جهودًا خرافية نحييه عليها في تونس، بين أمس واليوم، علمت على الأقل بموت شخصين في الشارع، ثم اتضح انهما مصابان بالكورونا، الرقم الهاتفي الذي قدم لنا لا يجيب الا نادرا، والجواب عمومًا واحد، شدوا دياركم نعم، نعرف ان المنظومة الصحية تحيا على بقايا زمن بورقيبة، وبعض زمن بن علي، نعرف أنكم عاجزون وان ارقامكم لا تعبر عن شيء، نعرف اننا ازاء مسؤولين لا ثقة لنا فيهم سنموت في ديارنا...لن نزعجكم...وأرجو أن تسمحوا لنا بالخروج للتسوق على الأقل، فأكاذيبكم وعجزكم لا تطعمنا ولا تروينا..