ودعت صفاقس قاضيا فاضلا عادلا بعد أن سجل صفحة في تاريخ القضاء تشرف القضاء وتشرف أهله هو المرحوم الشيخ الزيتوني عبد الحميد بن المربي المرحوم الصادق السماوي تحصل على الأهلية والتحصيل والعالمية من جامع الزيتونة كما تحصل على الجزء الأول من مدرسة الحقوق كلف في اوائل الخمسينات من القرن العشرين بتدريس الرياضيات في الفرع الزيتوني بصفاقس وفي فرع البنات ثم عين قاضيا ممن يحملون شهادة العالمية فزان القضاء بإخلاصه واجتهاده في دراسة كل قضية حتى يهتدي لوجه الحق فيها ،لا يسوف ولا يماطل ،ولا يجلس لينطق بالحكم إلا وقد لخصه بيده وعلمه ،تفرغ لرسالته فلا يقضي وقتا من وقته في مقهى أو في عمل سياسي تجنبا للشبهة ولما تقاعد تفرغ للقاء الأحباب والمطالعة ،وانزوى في البيت أكثر لما توفيت زوجته التي كانت في مرحلة التدريس من تلميذاته رحمه ورحمها الله وجمع بينهما في جنة تجري من تحتها الأنهار ووفق أولاده لمواصلة بره في مماته كما كانوا بارين به في حياته