وهو ما جاء في آية سورة البقرة الكريمة : (شهر رمضان الذي أُنْزِل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان). ولقد كان المؤمنون منذ عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم يحرصون جميعا على الاعتناء به : كتابةً.. وقراءةً.. وتعليمًا.. وسماعًا.. وذلك في سائر أيامه الباهرة، ولياليه المقمرة، وساعاته المُنَوَّرة، لأنه عبادة، ذات سيادة، بامتياز. فضل قراءة القرآن : أعظم ما جاء فيها، حديث التّرمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول لله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ حرفا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها". الحديث وروى مسلم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن، فأنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه". فضل سماع القرآن : قال الله تعالى : (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنسطوا لعكم ترحمون). وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب – حرصا منه – فالاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم، كما روى مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :" لو رأيتَنِي وأنا أستمع لقراءتك البارحة". وروى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال لِيَ النبيّ صلى الله عليه وسلم : "اقْرَأ عَلَيَّ القرآن"، فقلتُ : يا رسول الله ! أَقْرَأُ عليك، وعليك أُنْزِل ؟ قال صلى الله عليه وسلم : "إنّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ من غيري"، فقرأتُ عليه سورة النساء. الحديث .. ومما جاء في فضل (السماع) أيضا حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم : "من استمع إلى آية، كُتِبَتْ لَهُ حسَنة مُضاعَفَةٌ". ومن خلال تلك الآثار المُشَجِّعة على سماع القرآن يحْسُنُ ويسْهُلُ على جميع العوامّ بلا استثناء وغيرهم : من كبار السنّ وأصناف الأمّيِّين والأمّيّات الاقتداء برسولهم صلى الله عليه وسلم، ومن أجل الاستمتاع بسماع القرآن بأيّ وسيلة ولو حديثة .. وفّق الله الجميع إلى ما يُحبّه ويرضاه.