كتب اخونا ومطربنا عدنان الشواشي الفصيح المؤدب المليح اليوم في صالون الصريح فقال (انا فنان ومن حقي ان اتكلم في السياسة) ولئن كان بديهيا ان العقلاء لا يجادلون سي عدنان في هذا القول ويعتبرون مجادلتهم له فيه من قبيل اللغو ومن قبيل الهراء الا انني كتونسي معجب بالحان واغاني سي عدنان الموهوب الفنان اقترح عليه ان ينسج على منوال الفنانين الكبار الذين تكلموا والذين خاضوا قبله في عالم السياسة ولكن باسلوب ونمط استنباط الألحان وبديع الأشعار فمما لاشك فيه ان الموسيقار محمد عبد الوهاب قد تكلم في حياته عن عالم السياسة والسياسيين ولكن لم يبق خالدا من حديثه عنها الى يوم الناس هذا الا مواقفه التي صاغها في الحانه وفي اغانيه الوطنية السياسية مثل (انده على الأحرار)و( بطل الثورة ) و(حرية)و(زود جيش اوطانك) و(كل ارض عربية) و(الوطن الأكبر) ومما لا شك فيه ايضا ان الست كوكب الشرق ام كلثوم تحدثت عن السياسة وابدت موقفها من السياسيين ولكن ما بقي خالدا من مواقفها منها الاما دونته وما سجلته باغانيها الحلوة وبصوتها العذب الجميل كاغنيتها عن الزعيم والثورة والتي تقول فيها(بالمحبة بالأخوة بالسلام وبعزيمة شعب لا ينام امة بتنور طريقها للامام كل خطوة بتسبق الأيام بعام...ومما لا شك فيه ايضا ان عبد الحليم العندليب الاسمر رحمه الله قد خاض طويلا وقد تكلم في عالم السياسة والسياسيين ولكن لم يبق من مواقفه ومن احاديثه عنها الا ما غناه بجمال صوته وبعبقرية اصدقائه من الملحنين كاغنية احنا الشعب و ثورتنا المصرية ويا جمال يا حبيب الملايين واحلف باسمها وابنك بيقولك يا بطل...فكم نود كتونسيين ان ينسج سي عدنان على هذا المنوال ويمتعنا باعذب الكلمات وباعذب الألحان وليتكلم فيها عن السياسة من هنا الى اخر ما سيعيشه ونعيشه معه في هذا الزمان... اما اذا اختار اخونا عدنان ان يكتب عن السياسة وعن السياسيين كما يكتب غيره من الكتاب ومن الصحافيين وغيرهم من المعلقين الذين يعدون بالألف وربما بالملايين فليتاكد سي عدنان ان كلامه لا ولن يكون له صدى كبيرا لدى التونسيين لانهم ينظرون الى سي عدنان اولا وقبل كل شيء كمطرب وفنان وعاشق العود ودغدغة الأوتار ولا ينتظرون منه اكثر من جميل الكلام واعذب الألحان التي يرغبون في التمتع بها بالليل او بالنهار اما اذا اصر اخونا عدنان على اقتحام مجال الكتابة السياسية وغيرها من انواع الكتابات وهجر عالم الألحان والأغنيات فليتاكد ان التونسيين سيقولون فيه وسيرددون ذلك المثل الحكيم المشهور والمعروف(يا داخلا مصر فقد دخلها قبلك الألوف) وسيتذكرون ايضا قول اخواننا المصريين(جاي يبيع المية في حارة السقايين)