مازلت الجائحة الوبائية التي ظهرت لأول مرة في مدينة يوهان الصينية واكتسحت العالم بعد أن انتقلت العدوى إلى القارات الخمس للكرة الأرضية تثير الجدل العلمي والحيرة الطبية ومازالت تخلف وراءها الكثير من التساؤلات في علاقة بحقيقة فيروس كورونا وأسباب ظهوره هل هو طبيعي لا دخل للإنسان فيه أم أنه مصنع وتم تسريبه من إحدى مخابر الصينية المختصة في دراسة الأوبئة سواء على وجه الخطأ أم من وراء فعل مقصود وهو خلاف كبير بين دولة الصين من ناحية والولايات المتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوروبية من ناحية أخرى التي حملت بكين المسؤولية في ما حصل من أضرار لهذه الدول ومجتمعاتها من وراء انتشار هذا الوباء. وإلى جانب هذا الخلاف الذي اتخذ منحى سياسيا هناك خلاف طبي وعلمي آخر حول معرفة البدايات الأولى لانتشار الوباء في بعض الدول والأسباب المباشرة التي كانت وراء ظهور السلالة الوبائية التي خلفت العدوى وهو سؤال طرح في الآونة الأخيرة في فرنسا وتناقلته وسائل إعلامها وخلف وراءه أكثر من سؤال حيث كشفت دراسة علمية فرنسية قام بها باحثون من معهد باستور و نشروا نتائج أبحاثهم حول أسباب انتشار فيروس كورونا في فرنسا فانتهوا إلى الإقرار بعدم وجود أية علاقة ولا رابط بين انتشار العدوى في الصين والسلالة الوبائية في فرنسا واعتبروا أن انتشار الوباء في فرنسا وظهوره لم يكن بسبب المرضى الذين قدموا من الصين أو من إيطاليا بما ينفي أية علاقة بين سلالة الوباء الأصلية المتحركة في فرنسا والفيروس المنتشر في هاتين الدولتين وهذه الحقيقة تحيل على فرضية أن يكون الوباء قد اكتسح كامل التراب الفرنسي من دون أن يعرف متى وكيف انتشر الفيروس؟ وتفصيل هذه الدراسة أنه في 30 جانفي الفارط صنفت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا جائحة عالمية تتطلب إعلان حالة طوارئ صحية عامة في كل الدول ولكن أياما قليلة قبل هذا التاريخ وتحديدا في يوم 24 جانفي أعلنت الحكومة الفرنسية عن ظهور أول إصابتين بهذا الفيروس في مدينتي باريس وبوردو وفي مفتتح شهر جانفي أعلنت الصين عن ظهور ستين إصابة بهذا الوباء في مدينة يوهان الصينية وفي يوم 11 جانفي تم الإعلان عن أول حالة وفاة في الصين. وعلى هذا الأساس وبناء على هذه المعطيات فإن الباحثين الفرنسيين يبحثون عن تفسير علمي للكيفية التي تتطور بها الوباء في فرنسا ؟ وكيف انتشر في مدنها ؟ الإجابة المتوفرة إلى حد الآن تقول بأن أصل سلالة الوباء المنتشرة في فرنسا تعود إلى مريض لم يغادر البتة التراب الفرنسي ولم يكن على اتصال بأشخاص كانوا قد عادوا من الخارج وفي المقابل فقد وقفت الدراسة على حالات مصابة بالفيروس لأشخاص كانوا قد قدموا من دول أوروبية مختلقة أو من دول عربية كدولة الإمارات العربية المتحدة أو مدغشقر أو مصر ولكن العلماء لم يجدوا الدليل الطبي الذي يثبت أن هؤلاء الأشخاص قد أصيبوا بالمرض في هذه البلدان الأجنبية وقبل دخولهم التراب الفرنسي كما أن العلماء الفرنسيين اليوم في حالة عجز لمعرفة المصدر الأول لسلالة الفيروس الفرنسي وغير قادرين على تحديد أو إثبات العلاقة بين كل هذه الحالات والحالة الأولى التي كانت وراء ظهور الوباء وكذلك معرفة من أين جاءت الجائحة إلى فرنسا؟ هي حيرة علمية فرنسية وهاجس طبي لمعرفة كيف انتشر فيروس كورونا في فرنسا وهي حيرة تضاف إلى كل الأسئلة العلمية التي لا تزال مطروحة على طاولة البحث العلمي في شتى المخابر العلمية في العالم لمعرفة حقيقة هذه الجائحة الوبائية وحقيقة ظهورها وانتشارها وهي أسئلة تزيد من الشكوك الكثيرة التي تطرحها بعض الجهات حول علاقة نظرية المؤامرة ونظرية الحرب الوبائية بظهور فيروس كورونا في العالم ليبقى هذا الوباء لغزا محيرا لم تحل أسراره إلى اليوم.