في الوقت الذي بدأت فيه المجامع العلمية ومخابر الدواء في العالم في سباق محموم لاكتشاف لقاح أو دواء يوقف انتشار فيروس كورونا بعد أن حصد أرواحا كثيرة .. وبعد أن بدأت مختلف الحكومات في العالم تفكر في اتخاذ إجراءات لرفع الحجر الصحي واستعادة الحياة وإرجاع النشاط الاقتصادي إلى سالف عهده .. وفي والوقت الذي بدأت فيه دائرة مطالبة الحكومة الصينية تتسع لتقديم الكثير من التوضيحات حول حقيقة هذا الفيروس وأجوبة أخرى حول أسباب ظهوره والطريقة التي تعاطت بها بيكين مع هذا الوباء .. وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم حربا كلامية بين القوتين العظمتين أمريكاوالصين واتهامات متبادلة بتعمد التآمر وافتعال حرب وبائية .. وفي القوت الذي بدأت فيه بعض العواصم الأوروبية تبدي شكوكا وتحفظات بخوص صحة الرواية الصينية بشأن حقيقة هذا الفيروس ، خرج يوم الجمعة الفارط الطبيب الفرنسي " لوك مونتانييه " المعروف على النطاق العالمي بتخصصه في علم الفيروسات والجراثيم والحائز على جائزة نوبل للطب لسنة 2008 لمساهماته العلمية في التعرف على مرض فيروس السيدا ولدوره في اكتشاف مكونات هذا المرض الذي بقي إلى اليوم عصيا على العلماء وهو اكتشاف مهم من شأنه أن ييسر للعلماء التوصل إلى دواء لهذا المرض الذي يفتك هو الآخر بأرواح الكثير من البشر عبر العالم. خرج هذا الطبيب الفرنسي عن صمته وقال إن فيروس كورونا حقيقته ليست كما روج لها الصينيون على أنه وباء ظهر في سوق لبيع لحوم الحيوانات في مدينة يوهان الصينية كما أنه ليس وباءا مصدره طائر الخفاش كما روجت لذلك الحكومة الصينية وإنما حقيقة هذا الوباء حسب هذا الطبيب أنه تمت صناعته في المخابر الصينية وتم تسريبه من مخبر يوهان المتخصص في فيروسات الكورونا وبذلك يكون هذا الطبيب قد وجه إتهاما إلى الصين بتعمدها إخراج هذا الوباء إلى العالم وفي كونها قد تلاعبت بشأن حقيقته البيولوجية وأنها أخفت الحقيقة عن العالم ودليله في ذلك أنه من خلال تحليله لهذا الفيروس وجد أنه يشتمل على مكونات من فيروس نقص المناعة البشرية " السيدا " فضلا عن عناصر أخرى من فيروس مرض الملاريا بما يعني أنه فيروس مركب ومصنع في مخبر وليس من صنع الطبيعة فخصائص هذا الفيروس ومكوناته لا يمكن أن تكون قد حصلت بطريقة طبيعية وهذا كله ينتهي حسب قوله إلى خلاصة هامة وهي وأن فيروس كوفيد 19 مصنع وليس طبيعيا وأن الهندسة الجينية ثابتة في هذا الفيروس ويرجح أن يكون السبب من وراء ذلك هو محاولة الأطباء الصينيين اكتشاف لقاح لمرض السيدا ويقترح حلا علميا وهو تخليص هذا الفيروس من مكوناته الخارجية عنه للوصول إلى لقاح . لقد مثلت هذه التصريحات التي جاءت على لسان هذا الطبيب الفرنسي الفتيل الذي اشعل اللهيب في المجامع العلمية وأقلقت العلماء قبل السياسيين وفتحت جدلا كبيرا علميا وسياسيا خاصة وأن الولاياتالمتحدة بصدد إجراء تحقيقات لإثبات أن مصدر هذا الفيروس هي المخابر الصينية وأن هناك خطأ قد ارتكب من طرف باحثيها تسبب في هذه الكارثة الوبائية وبات العلماء عبر العالم في حيرة تجاه هذه الفرضية العلمية التي من شأنها أن تشوش على العمل الكبير الذي تقوم به المخابر الطبية عبر العالم في التوصل إلى اكتشاف لقاح لهذا الفيروس وبدأنا نسمع أصواتا علمية منزعجة من هذه التصريحات وأصواتا أخرى تشكك في صحة أقوال الطبيب الفرنسي مونتانييه التي تتهمه بالجنون وبعدم جديته العلمية خاصة وأن لهم معه سوابق في الماضي بخصوص موقفه من اللقاحات التي يعتبرها غير مجدية وغير مفيدة وأنها مجرد تلاعب طبي وأن مرضى التوحد يمكن معالجتهم بالمضادات الحيوية وأن مرضى السيدا يمكن أن يشفوا في بضع أسابيع من خلال اتباع نظام مناعة جيد. المهم أن الخروج الإعلامي لهذا الطبيب الفرنسي المتخصص في علم الجراثيم والأوبئة قد أدخل بلبلة كبيرة في العالم بموقفه الأخير الذي يرجع فيه أصل ظهور هذا الوباء إلى المخابر الصينية و أن فيروس كورونا هو فيروس تركيبته مصنعة وهي تشتمل على مكونات من فيروسات أخرى بما يفيد أن هناك تلاعبا قد حصل في الموضوع وأن هناك مسؤولية تتحملها الصين في إخفاء هذه الحقيقة . والسؤال اليوم إلى أي مدى يصح هذا الرأي العلمي ؟ وإلى أي حد يمكن تصديق هذه الفرضية عن حقيقة فيروس كورونا ؟ وهل هناك فعلا تلاعب قد حصل من الحكومة الصينية وتعمد إخفاء حقائق و معلومات خطيرة حول هذا الوباء كان التعرف عليها مبكرا من الممكن أن يجنب البشرية كل هذه المخاطر التي تتعرض لها ؟ .. و مما يزيد هذا الموضوع حيرة وتعقيدا ما قاله الطبيب الفرنسي و عالم الأوبئة "اتيان سيمون " من معهد باستور بفرنسا ردا على كلام زميله مونتانييه " إذا أخذنا كلمة من كتاب وكانت تشبه كلمة من كتب أخرى فهل هذا يعني أننا نسخنا عن هذا الكتاب " ؟ في إشارة إلى أنه من الناحية العلمية يمكن أن نجد عناصر صغيرة من فيروسات أخرى من نفس العائلة في فيروسات كورونا أخرى في الطبيعة .. وبهذا تتواصل مسيرة كتابة قصة هذا الفيروس الذي أدخل العالم بأسره في غموض كبير.