بعد التشكيك البريطاني في الرواية الصينية حول حقيقة ظهور وباء فيروس كورونا و خاصة المعلومات الأولية التي أوردتها بيكين وبعد الانتقادات التي وجهتها لندن للحكومة الصينية بخصوص عدم وضوح التقارير الصادرة عنها بشأن حجم هذا الوباء وخطورته على اعتبار وأن الوباء قد ظهر أشهر قبل الاعلان عن حصول أول حالة وباء وذلك خلال شهر ديسمبر من سنة 2019 في حين أن الصين لم تعلم عن هذه الجائحة إلا في أواخر السنة من العام الماضي بما يعني أن الصين قد أخفت الكثير من المعلومات عم الحجم الحقيقي للأزمة واخفت كذلك حقيقة انتشار الوباء حيث اتضح اليوم أن الاطباء الصينيون في يوهان المدينة التي ظهر فيها الوباء لأول مرة كانوا على علم منذ الوهلة الاولى بأن فيروس كورونا ينتقل من الانسان إلى الانسان غير أن أحد المسؤولين الصينيين قد صرح في منتصف شهر جانفي من العام الحالي أن خطر العدوى من شخص إلى آخر تكاد تكون معلومة لتضطر السلطات الصينية في وقت لاحق تحت اتساع دائرة الاصابات بالوباء في العالم إلى التراجع عن هذا التصريح والاعتراف بأن خطره على الإنسان مؤكد وواضح . وبعد الاتهام الامريكي الصريح بتعمد الصين التلاعبت بالمعلومات و اخفاء حقيقة هذا الفيروس وتأخرها في التصدي لهذه الجائحة حيث وجهت واشنطن انتقادات حادة للحكومة الصينية لبطئها في اتخاذ إجراءات التوقي من هذا الوباء وكونها لم تأخذ قرار فرض الحجر الصحي على مواطنيها إلا في وقت متأخر وبعد أن تمددت العدوى في كل الدول وحلت الطامة بكل القارات واتهام آخر بالتمويه لإخفاء المسؤولية عن سياسييها من خلال توجيه الرأي العام العالمي نحو نظرية المؤامرة واتهام الولاياتالمتحدة بالتآمر ضدها واتهام جنودا أمريكيين بأنهم هم من تولوا إدخال هذا الوباء للبلاد . بعد هذا التشكيك وهذا الاتهام يأتي اليوم التحفظ الفرنسي على لسان الرئيس " إمانويل ماكرون " الذي تحدث عن اعتقاده بأن هناك منطقة رمادية عليها أن تتضح في خصوص الطريقة والكيفية التي عالجت بها الصين هذه الأزمة الوبائية معتبرا أنه يجب الاعتراف بأن هناك أشياء قد حصلت بخصوص هذه الجائحة لم نكن نعلم عنها شيئا وأنه من الغباء اليوم أن نعتبر أن ما حصل هي مسألة غير مفهومة في تلميح وإشارة إلى أنه على الصين أن تجيب في وقت لاحق على الكثير من الأسئلة في علاقة بحقيقة هذا الفيروس وظهوره وطريقة إدارتها لهذه الأزمة الوبائية . من الواضح اليوم وبعد اتساع دائرة النقد والشك والاتهام في العواصم الاوروبية بخصوص أسباب ظهور هذا الفيروس و الطريقة التي تعاملت بها الصين لتطويقه قبل أن يتفشى في كوكب الارض أن موقفا غربيا بدأ يتبلور ويتأكد يوما بعد يوم في اتجاه اتهام الصين بعدة تهم خطيرة من شأنها أن تحملها المسؤولية الإنسانية في الاضرار بالعالم وبالبشرية منها تعمد إخفاء معلومات مهمة حول بداية ظهور الوباء ومنها تعمد التلاعب بالأرقام المسجلة عندها في علاقة بالحصيلة التي أعلنت عنها والتي ام تكن دقيقة وكذلك طريقة إداراتها للازمة قد جاءت متأخرة بما صعب على الحكومات في العالم إدارة هذه الازمة الصحية واتهام آخر بكون الصين كان بمقدوره تجنب انتشار العدوى لو كانت منفتحة أكثر حول المعلومة ولم تتستر على الوباء مما يجعلها متهمة بالتقصير في التعاطي هذه الكارثة الإمسانية. قد يكون كل هذا النقد الموجه اليوم بطريقة صريحة من أهم عواصم العالم مقصودا بهدف ابعاد تهمة التقصير على الحكومات الأوروبية والتخفي وراء اتهام الصين لإخفاء الفشل الكبير للسياسيين الغربيين في معالجة هذه الازمة الصحية و التقليل من حدة الغضب الشعبي في الدول الغربية معقولا وممكنا ولكن رغم هذا الاخفاق الواضح للحكومات الغربية في محاربة هذا العدو غير المرئي وإخفاق المنظومات الصحية الغربية في تطويقه إلا أن ذلك لا يمنع اليوم من القول بأن معلومات كثيرة بدأت تتوفر صادرة عن أجهزة مخابرات غربية وعن مراكز بحث وتفكير في مختلف أنحاء العالم تقول بأن هناك شيئا ما قد حصل في الصين ولم يتم الاعلام به في وقته وبأن هناك شكوك تحوم حول تعمد الحكومة الصينية إخفاء الكثير من المعلومات بخصوص هذا الوباء وقد تعود إلى طبيعة نظامها السلطوي المنغلق ما جعلها قاصرة ومقصرة في التصدي إلى هذا الوباء بصفة جعل العالم يجد نفسه عاجزا أمام وباء قد تفشى وانتشر وتمدد في الفضاء. كل هذه الشكوك والاتهامات والتحفظات تفرض على حكومة الصين اجلا أم عاجلا بالإجابة عنها للوقوف على حقيقة هذا الوباء وتحميل المسؤولية لمن كان سببا في التقصير الذي أدخل كوكب الارض في أزمة وكارثة لم تشهدهما البشرية منذ عقود.