القول السديد في القرآن والسنة هو خير الكلام وأحسن القول , فهو القول الصالح النافع, وفيه صلاح الدنيا والدين, وهو القول المعروف, وهو الذي يعم بالخير وجزاؤه إصلاح الأعمال وغفر الذنوب , وهو القول الصواب , وهو القول القصد والحق, والقول الصادق, والقول العدل, والقول المستقيم, والقول الطيب, وهو القول الذي يأتي تأكيدا لطاعة الله تعالى والاستجابة لأوامره واجتناب نواهيه في السر والعلن, فقد أمر الله تعالى المؤمنين أن يقولوا ( للناس حسنا ) س البقرة 83 , وأن يقولوا ( لهم قولا معروفا ) س النساء 5 , وأخبر سبحانه وتعالى أنه ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) س فاطر 10 , وفي نفس السياق جاء قول الله تعالى ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) س الإسراء 53, ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ) ( يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) س الأحزاب 70 و 71 . فالقول السديد هو الذي دل الله تعالى عليه وأرشد إليه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهو إذن كل كلام صائب وعمل وقول خير أو فعل خير, وهو من الأعمال التي ترضي الله تعالى فيؤتي صاحبها الأجر العظيم ويبشره بالفوز المبين, وهو مرطبة بتقوى الله وبطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام الذي جاء عنه قوله : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " ( رواه البخاري ومسلم ), ومن القول السديد أن لا يتكلم الإنسان إلا بما يرضي الله رب العالمين على معنى الحديث النبوي الشريف : " إن العبد ليتكلم بالكلمة- من رضوان الله- لا يلقي لها بالا يرفعه بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة- من سخط الله – لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم " ( رواه البخاري ومسلم ). وإذا ترجح لدى المتكلم أن قوله ليس فيه مصلحة فعليه أن يصمت كما ورد عن سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه " خير الكلام ما قل ودل وعلى الإنسان أن يقول خيرا أو ليصمت " , ومن القول السديد تعلم العلم وتعليمه وطيب الكلام ولين الكلام ولطف الكلام في مخاطبة الناس, والله لا يقبل من القول والفعل إلا الخالص من النية والقول والعمل . وكم نحن في حاجة إلى مثل هذه المعاني والدلالات للقول السديد في النقاشات على المنابر التلفزية والمواقع اللإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وحتى في الحوارات المباشرة وما يعتري ذلك من تشنج يذهب إلى حد الشتم والقذف وهتك الأعراض بما يتنافى وأخلاق التخاطب وأدبيات الحوار في تجاهل وغفلة عن المبادئ السمحة لديننا الحنيف ومن ضمنها القول السديد, فعسى أن نراجع أنفسنا في ذلك ونتحلى بسماحة ديننا كما جاءت في الكتاب والسنة ونتقي الله في أنفسنا وفي وطننا . نسأل الله أن يفقنا ويهدينا للقول السديد وللعمل به في كل الأحوال وأن يرشدنا لما يحبه ويرضاه حتى نفوز برضاه إنه حليم كريم سميع مجيب, الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم.