"كوكب الشّرق" " العندليب الأسمر " " لُهْلُوبَة المسرح " "شحرور الخضراء " هذه بعض أشهر الألقاب الفنّية التي كانت تُبتدَع من طرف كبار الإعلاميين، أيّام زمان ، لتُهدى خصّيصا لمن كان يستحقّها من أهل الفنّ عندما كان الإبداع يُعيَّر، كالذّهب، حسب صفائه و نُبْل معْدنه لا غير.... أمّا اليوم فأصبحت الألقاب كلّها توحي بنرجسيّة ورياء وتعالي أصحابها، مع العلم أنّها لم تعد تُهدَى بطيب خاطر كاربون محبّة و تقدير و إعجاب، بل تُباع وتُشترى في سوق الغناء، ومن يدفع أكثر يظفر باللّقب الذي يشبهه ويرضيه ويغذّي شعوره المرضي بالكبرياء المخجل المثقوب والعظمة المتبخترة المنفوشة المُتصنّعة المغشوشة. "سلاطين الطّرب" و"أمراء و ملوك الغناء"و "أباطرة و فراعنة وزعماء وأسياد الرّكح" وغيرها من تلك المسمّيات المُلصَقة اللّزقة المُعلَّبة أصبحت تدلّ على أنّ سوق "النّجوم" قد دُسّت فيها مقاييس فنّية خدّاعة غريبة و أدواء جديدة قديمة يتهافت عليها، اليوم ، رغم سوء عواقبها و يُسر تفاديها، أناس إختاروا أن يصابوا بفيروساتها المغرية الفتّاكة فابتلعوها إبتلاعا بشراهة نهِمة و كأنّهم بدونها لا يمكنهم إثبات أنّهم فنّانون بحقّ!!!! الفنّ صدق و عطاء و تواضع و إلتزام ، وليس فخفخة زائدة و تفاخرا بالألقاب المُلحَقة التّافهة وتزيّنا مُسرفا فاضحا باللّآلئ واليواقيت و التّيجان المبهرجة الزّائفة.