لم اتعود بالكتابة عما يجري خارج حدودنا الجغرافية لان الذي فينا يكفينا، ولكن الذي جرى هذه الايام فرض عليَّ الاستثناء ولان بعض المتطفلين عندنا في تونس ورطونا في امور لا تعنينا وتحمسوابدعم النظام السوري وهاجموا الرئيس الاسبق المنصف المرزوقي، لقد اساءوا له كثيرا لما قطع علاقتنا مع النظام السوري الذي أفرط في الاساءة لشعبه الذي طالب التغيير مثلما حصل عندنا في تونس. لم يكتف البعض من هؤلاء وفيهم نواب بمجلس نواب الشعب ولم يكتفوا بمواقف كلامية بل تحولوا لأخذ صورة تذكارية مع الذي يقتل ويشرد شعبه ويستدعي قوى خارجية لتساعده على إلقاء القنابلوالبراميل المتفجرة على الآمنين كانت مأساة وابادة جماعية شارك فيها حزب الله وإيران وعدد من البلدان العربية والغربية وحتى روسيا التي دخلت علنا بقوة، كان جميعهم يشعل النار ويتلذذ بالقتل والتعذيب والعالم المتحضر بتفرج الى اليوم الذي أرادت فيه الولاياتالمتحدةالامريكية ان تخنق ذلك النظام الفاشي بتطبيق قانون قيصر الذي اختارت له اسمامعبرا كان لضباط في الطيران السوري جازف بالهروب بطائرته حاملا معه صورا تفضح ممارسات ذلك النظام القمعي الذي هجر ربع سكانه وافنى نصف مليون منه قتلا وتغييبا، وبدون حساب للذينجمعهم في سجونه التي امتلأت بالأبرياء والمظلومين والمطالبين بحقهم الطبيعي في حياة كريمة. لقد حيرتني مواقف بعض التونسيين الشامتين في ذلك الشعب الاعزل والكريم وباتوا يروجون لقاتلتهم بدون حياء ويتصدون لمن يقول كلمة حق دونهم فيهم. فهل رأيتم أيها السادة والسيدات ما جرى لذلك النظام، وكيف انقلبت الولاياتالمتحدة على هؤلاء اللصوص وعلى راسهم بشار الأسد وحرمه المصون، وقامت بتجميد الاموال التي سرقوها وهربوها لتلكالبلاد التي تصوروها ستحميهم وتمكنهم من المسروق لينعموا به بعد حين، ولكنها انقلبت عليهم بعدما قضت حاجتها منهم، فباتوا من الخاسرين ونفذ وعد الله فيهم عملا بالآية الكريمة ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِإِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) الحشر. صدق الله العظيم. وسحقا للمتجبرين. لعل ذلك سيكون درسا للأجيال القادمة لان الذين تورطوا لم تعد تنفع فيهم النصيحة.