غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    علماء يحذرون.. وحش أعماق المحيط الهادئ يهدد بالانفجار    تفاصيل الاحكام السجنية الصادرة في قضية "التسفير"    دعما للتلاميذ.. وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية    ترامب يبحث ترحيل المهاجرين إلى ليبيا ورواندا    الدوريات الأوروبية.. نتائج مباريات اليوم    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بالهند    مهرجان «كنوز بلادي» بالكريب في دورته 3 معارض ومحاضرات وحفلات فنية بحديقة «ميستي» الاثرية    عاجل: ألمانيا: إصابة 8 أشخاص في حادث دهس    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    عاجل: بينهم علي العريض: أحكام سجنية بين 18 و36 سنة للمتهمين في قضية التسفير مع المراقبة الإدارية    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    النّفطي يؤكّد حرص تونس على تعزيز دور اتحاد اذاعات الدول العربية في الفضاء الاعلامي العربي    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    كلية الطب بسوسة: تخرّج أول دفعة من طلبة الطب باللغة الإنجليزية    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقاربة في الخلفية النفسية للسلوك المدمر للسلطة - الجزء الثاني


قال تعالى: * صدق الله العظيم
على بركة الله أواصل محاولتي فهم الخلفية النفسية المتحكمة في السلوك العنيف لرأس السلطة في بلدي تونس من وجهة نظر علم النفس الحديث و بعض من أدواته التحليلية. وأذكر أن السلوك العنيف له في بلدي تعبيرات و أشكال عديدة ذكرت أبرزها في الحلقة الأولى*في انتظارالجديد منها مما ستتفتق عليه ما أسميته بالمخيلة المرضية للسيد بن علي ورفاق دربه أوامرا بالتدمير وممارسة له في حق مواطنيه العزل وفي إطار استمرارية ما أسميته برقصة الديك المذبوح.
طرحت في الجزء الأول من المقاربة سؤالا وهو هل أن السلطة في تونس بيد مريض نفسي؟
Un Psychopathe
ذكرت مبررات و دواعي طرح السؤال وهي أن بلدي تونس تحول إلى محرقة يلسع لهيبها وبدرجات متفاوتة كل مواطن
تسول له نفسه أن يكون وفيا لقيم دينه ووطنه و الانسانية (تبنييا أو مطالبة أو دفاعا)؛ فلا شيء في بلدي غير العنف بمختلف تعبيراته وسيلة للتخاطب مع أبناء الوطن؛ فلا سلطة للكلمة التي يعمل المرضى في الحكم ليلا نهارا على هزمها بالضربة القاضية كيف لا وهي من بين أشد الوسائل الموجعة التي كما سبق و أن ذكرت في المقال الأول تضعهم في مواجهة جد مؤلمة مع الصورة السلبية عن ذواتهم ماضيا وحاضرا. صورة تجعلهم يركبون المستحيل؛ إن قدروا؛ لتجنب مواجهتها فلا سلطان حينئذ يعلو على سلطان الترهيب والتدمير لكل من سولت له نفسه الوفاء للقيم و المطالبة باحترامها واحترام حقوق أصحابها عبر الكلمة التي تنكر لها هؤلاء و داسوها بسلوكهم العدواني في حق مواطنيهم للتغطية على واقع فشلهم.
وهو ما حاولنا بلورته
عبر أدوات التحليل الأربعة في الجزء الأول من المقاربة.
أما في هذا الجزء فسأسعى؛ إن شاء الله؛ إلى إضافة بعض من أدوات التحليل لمزيد تسليط الضوء على السلوك العدواني المدمر في حق الآخر؛ وأشير إلى أن أدوات التحليل المطروحة في جزءي المقاربة تتكامل فيما بينها في انسجام تام من حيث قدرتها على فهم السلوك المرضي العنيف و تحليله و البحث عن أنجع السبل لعلاجه رغم تنوع عناوينها و مدارسها وتنوع الجوانب التي تهتم بفهمها و كشفها في عمق ألذات الإنسانية المعقدة؛ وتبقى هذه الأدوات في النهاية مجرد مقاربات تقترب من العلمية أو تبتعد في تداولها بالفهم و الدرس لسلوك الإنسان العنيف؛ وهي تصبو جميعها في النهاية إلى تحقيق ألأهداف التالية:
وضع الإجراءات العلاجية المناسبة لمساعدة الأشخاص على فهم حالتهم ( طرق علاج استشفائي و أدوية).
فأولى مراحل الشفاء تتمثل في فهم المريض عبر ما يسمى بالبيداغوجيا الاستشفائية لحالته وتفهم الدائرة المحيطة؛ الأسرةوالأصدقاء؛ لهذه الحالة كي تساهم بدورها في مراحل العلاج.
التخفيف من المعانات الداخلية للمصاب والتي قد تصل في حالة تواصل استبدادها بالشخص إلى درجة الجنون
وقاية المجتمع من الماسي التي يمكن أن يستمر في التسبب بها إذا اقترنت هذه الحالة بسلطة ما أو ؛على الاقل التقليل من حجم الأضرار و الحد من المدى الذي يمكن أن تصل إليه.
أتطرق الآن إلى ما اصطلح المختصون على تسميته بالسلوك السادي ثم الحالة النرجسة مع إبراز العلاقة بينهما مستندا
حتما على أحداث واقعية و حالات مجسدة صادرة عن سلوك يترجم؛ عن وعي أو عن غير وعي؛ عن طاقة في التدمير متقدمة؛ يتصف بها في واقع الحال رأس السلطة التونسية؛ في حق مواطنينه بشكل ممنهج و مد روس عبر الأوامر والممارسة الفورية.
العلامات التشخيصية لأصحاب هذه الحالة هي أنهم يعشقون إلى حد الجنون صفات القوة وصفات الأقوياء؛ وقد يتسربلون بردائهم ويتشبهون بهم إذا لم تكن فيهم هذه الصفات؛ و هم تشعرون باحتقار لكل من فيه ضعف و ينزعون إلىمزيد استضعافه بما قد يكون توفر لديهم من سلطة بوليسية أو عسكرية و حماية قانونية مما يجعل هذا العشق للقوة عشقا أعمى يحولها إلى أداة تدمير؛ فيستخدمون الأموال التي بحوزتهم وكافة الطاقات الموجودة للتدمير و لا شيء غير التدمير؛ بل يصل الأمر بهم إلى حد سلوك التأله إذا لم يواجهوا بالحد اللازم والأدنى الذي يذكرهم ببشريتهم ذات القوة المحدودة لان شعور القوة ؛ في حالة التأله؛ يصبح مطلقا لدى هؤلاء مما يقوي عندهم نزوعا متواصلا للتجبر لاخضاع من لهم سلطة عليهم لتصوراتهم التي تخدم مصالحهم؛ والمقصود بالتصورات هنا الأنماط الذهنية التي بها يقيم هؤلاء الأمور و يصنفون الناس و يحددون العلاقات ويسيرون بها شؤون البلاد والعباد.
و قد يتخذ المرض السادي حالة متقدمة تجعل صاحبه لا يكتفي بفرض أنماط من السلوك والتصورات بالقوة بل ينتهج ليصل إلى مبتغاه؛ فنونا في تعذيب المختلفين معه في أنماط التفكيرنفسيا و جسديا بتسليط مختلف أشكال العنف المتكرر على الضحية حتى تتحول هذا الفنون إلى مصدر لذة و انبساط ؛ فلآ يستطيع السادي اذا كانت لديه سلطة أن يعيش بدون هذه المتعة؛ فهي تصبح حاجة ملحة كحاجتنا نحن البشر للماء والهواء.
و الدارسون لهذه الحالة يقولون إن تعذيب الغير( و أعني به دائما العنف الممنهج أوامرا و ممارسة والاستمرار فيه ليصبح فيما بعد فنا ممتعا يتلذذ المريض بممارسته أو مشاهدته أو الأمر بممارسته و حماية القائمين عليه و اجزال العطاء لهم) هو سلوك يعكس حالة لا شعورية للتعويض عن إحساس دفين بالعجز المطلق عن تحوير الصورة السلبية عن ذ و اتهم كما سبق و أن ذكرت؛ تلك الصورة التي توقفت ذات المريض عندها و لم تستطع تخطيهما إلى مجال أرحب و ذلك منذ التجارب الأولى في الحياة؛ وبالنتيجة تتحول حياة أصحابها إلى رعب شديد أو فوبيا وتبلد الأحاسيس بل و جمودها فضلا عن حال العزلة القاتلة؛ وهو ما أحسب أن حالة راس الدولة تتوفر عليه و سأبرهن علىذلك لاحقا.
فبماذا نفسراذا سلوك الرجل؛ الذي طالما خطط مع رفاق دربه للوصول بأحد أقطاب تونس المطالبين باحترام قيم المجتمع؛ شيخنا الفاضل الحبيب اللوز؛ إلى هذه الحالة التي يكاد يفقد فيها بصره لاقدر الله في زنزانات العزلة لسنوات من جراء حرمانه المتعمد من حقه في العلاج؟
وبماذا تراني أفسر سلوك رأس الدولة عندما لا يحرك بعد ذلك ساكنا كلما تعالت صيحات الإنذار و الاستغاثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بصر الشيخ؟
فبن علي لا يريد علاجه و لا يريد إطلاق سراحه؛ وهو القادر على ذلك؛ لتتولى أسرته مسؤولية علاجه!
أليس بربكم هذا بالعمل السادي الذي يصبح صاحبه فاقدا للشعور الإنساني مطلقا نحو ادمي مثله يتعذب بل و يتعمد إطالة معاناته التي وحده يعلم الله مدى قساوتها على قلب الشيخ في عزلته؟ فاللهم خفف عن شيخنا الحبيب اللوز القضاء و جازه عن صبره و عن الإسلام خير جزاء انك مجيب سميع الدعاء امين.
أي سادية تفوق في حادث آخر ما فعلته مجموعة من القنازع*الاوباش المؤتمرة بأوامر رأس الدولة؛ و في اليوم العالمي لحرية الصحافة بالتحديد مع مناضل تونسي آخر هو سليم بوخذير؛ رجل متهالك مريض محطم بسبب إصراره؛ عبر إضرابه عن الطعام؛ على المطالبة بالحق في إطعام أطفاله و بالحق في الحرية؟!
لم يكفهم أنه أعزل و لا كونه مريضا جمع ما تبقى له من قوة و شجاعة و عزم ليشد من أزر رجال لم يمنعهم إرهاب الدولة من التجمع أمام مبنى الإذاعة و التلفزة التونسية للمطالبة بإحدى الحقوق المهضومة في بلدي ألا وهي حرية الإعلام؛ فانهالوا عليه ضربا و ركلا في كل مكان من جسده النحيل حتى كادوا يردونه قتيلا لولا رحمة الله به ووجود ثلة من أبطال تونس حملته إلى المصحة الخاصة بعد أن أبى المستشفى العمومي القيام بواجبه في انقاذ الرجل بايعاز من القنازع. و صدق الشاعر اذ قال أسد علي و في الحروب نعامة.
إنها صفة الجبن إحدى التعبيرات البارزة لحالة السلوك السادي التي تحكم نفسية رأس الدولة عندما يسمح بل يأمر؛ كما عودنا طيلة سنوات من حكمه المشؤوم؛ بهكذا أوامر لتنفذ في حق ضحاياه الضعفاء؛
و تكتمل صورة السلوك السادي لرأس الدولة حينما يسمح لقنزوع من قنازعه بتصوير مشهد الاعتداء الجبان؛ وهو تقليد جديد حسب علمي لا يسمح به في السابق حتى لاخلص القنازع له من الساديين مثله و قد تسربت إليهم عدوى المرض رغم علمي بان السادية مرض غير معدي إلا أنه في بلدي أصبح على ما يبدو مرضا معديا!!!؟
قلت سمح بعملية التصوير بالكاميرا: تصوير الضحيةهنا (المناضل سليم بوخذير)؛ و هي تعذب بوحشية تحت الضربات و تتخبط في دمائها؛ ألا يعكس السماح بذلك تلك الرغبة المرضية و الملحة؛ لدى رأس الدولة؛ لا رواء عطشه في التلذذ بمشاهدة ضحيته الضعيفة؛ عبر عرض الشريط عليه؛ وهي تتلوى ألما تحت الركلات و القبضات القاتلة؟
ألم يتلذذ قبلها؛ والى الآن؛ بمعاناة شيخنا الحبيب اللوزالمهدد بفقد بصره لا قدر الله ؟
وفي النهاية تبقى الحاجة أكيدة في مثل هذه الحالة من السلوك السادي؛ التي يموت فيها الإحساس البشري ليترك مكانه لأنماط من السلوك الجبان والمتجبر والمتلذذ بعذابات المستضعفين( فضلا عن حاجة أصحابها إلى العلاج الفوري) إلى الردع و أعني به انتهاج أسلوب الضغط المستمر و الممنهج والذي اذا تواصل يؤدي إما إلى رحيل الطاغية وإما إلى الرضوخ القسري الى مطالب المواطنين وهو ما تقوم به المعارضة و تبنيه لبنة لبنة في الداخل والخارج سلميا عبر الإعلام و الفضح و التظاهر بالنزول إلى الشارع والاعتصامات و اضرابات الجوع إلى اخره...
وهو ما سيرجح؛ إذا تواصل؛ الكفة لصالح قوى الضغط و يسرع من وتيرة البلوغ للهدف فلا تحقروا إخوتي؛ يرحمكم الله؛ أي جهد بامكانكم القيام به في هذا الاتجاه.
و حاجة الساديين الطغاة إلى الردع كما ذكرنا ترتبط أشد الارتباط بالمكون الاساسي للحالة السادية وهو صفة الجبن الملازم للشخص والتي تجعله يسخر كافة الامكانات التي بحوزته للتستر علي جبنه عبر التشبه كما قلت بسلوك الأقوياء الجبابرة و فرض ما يسمونه باطلا بهيبة الدولة عبر البطش و لا شيء غير البطش.
وأي مقاومة؛ ولو لازالت في بدايتها؛ يمكن أن تعجل؛ في أي مرحلة من المراحل التالية لها؛ بهزيمة الطاغية؛ فلا نجعل من هالة الإرهاب؛ التي يخفي بها هذا الجبن؛ عامل إحباط لنا؛ لان من سنن خلقه سبحانه أن حبل الباطل قصير قال تعالى: إن الباطل كان زهوقا صدق الله العظيم
و لسائل أن يسأل بعد كل هذا؛ مالذي يجعل رجلا كابن علي يستهدف بالخصوص كل من يطالب بحق من أبناء وطنه؟
قد يكون الجواب عن هذا السؤال بديهيا بمنظور أدوات التحليل السياسي و لكنه غير كذلك من منظور أدوات التحليل النفسي!!
كنا في المقال السابق أجبنا عن نفس السؤال من زاوية تحليلية نفسية معينة وهي (عقدة النقص و انعدام الثقة بالذات). ونجيب عنه هذه المرة من زاوية أخرى وهي (عقدة السلوك النرجسي المرضي) للسيد بن علي وهو السلوك الذي يفسر لنا إلى حد كبير نوعية الفئة المختارة من مواطنيه ليستهدفها بالعدوانية السادية؛ علما وأن اقتران الحالة السادية بالحالة النرجسية يفسرإلى حد كبير هذا النزوع الرهيب إلى تدمير هذه الفئة بالذات!
بل أني ازعم؛ في وضع صاحبنا؛ أن العلاقة بين الحالتين علاقة جدلية تتغذى أحداهما من الأخرى بانتظام في شكل تفاعلي مع الأحداث المحيطة و بتسخير أخبث للأموال و الوسائل و الطاقات نحو مزيد ثم مزيد من ارواء العطش السادي و مزيد من إرضاء الحالة النرجسية المرضية.
ليس كل سلوك نرجسي مدمر؛ إذ أن النرجسية في حد ذاتها جزء من التركيبة النفسية للبشر.. فكلنا بطريقة أو بأخرى فينا نرجسية؛ ولكنها نرجسية طبيعية تستمد معانيها السليمة من شعورنا و رغبتنا في أن نكون نافعين ومفيدين للمجتمع و مساهمين في الاستجابة لحاجته إلينا؛ وأن يكون المجتمع مقدرا لمجهودنا في خدمته و مثمنا له؛ فيصبح للحياة طعم وللعيش معنى؛ وحينئذ يحس الإنسان بأنه عضو من أعضاءه الفاعلة؛ له وجود مؤثر في إطار من سنة الكدح إلتي كتبها الله علينا؛ وفي هذه الحالة تصبح النرجسية محفزا للعمل و عامل إبداع ما جانب الإنسان الشرك الأصغر و هو كل عمل غير خالص لوجهه الكريم. ولعل بسبب ذلك؛ وربما لأسباب أخرى؛ شرع الله سبحانه الجزاء وحمد صاحب الفعل الحسن.
أما النرجسية المرضية؛ فتختلف عن النرجسية الطبيعية؛ ذلك أنها تلتقي من جانب مع أمراض نفسية خطيرة كالسلوك
السادي الذي ذكرناه؛ و تتميز بصفات خاصة بها من جانب آخر. ومن بين نقاط الالتقاء على سبيل المثال مع الحالة السادية:
الشعور بالمقدرة المطلقة على فعل كل شيء والمرتبط أساسا بما اصطلح على تسميته بجنون العظمة و عقدة التفوق و ما يصحبهما من نزوع بغيض إلى سلوك التأله و التعالي.
أما الصفات الخاصة بالحالة النرجسية المرضية فتتمثل في عبادة الذات و التعصب لها؛ تجعل صاحبها يعتقد شديد الاعتقاد أن ما يصدر عنه من أنما ط التفكير و السلوك غير قابل للخطأ أوللمراجعة فضلا عن المعارضة أوالاختلاف فيتميز حينئذ موقف صاحب السلوك النرجسي بما يلي :
عدم القدرة على محاسبة ذاته ومراجعة سلوكه ووضع ما يصدر عنه محل تساؤل و تمحيص.
الرغبة الجارفة لان يكون في قومه الزعيم الأوحد بدون منازع؛ المتفرد و الملهم الذي لا يخطئ و لا يسأل و لا ينقد؛ مرجع الجميع و مركز مصالحهم ومحور تطلعاتهم و آمالهم و صانع رجائهم و صانع التغيير في حالتنا هذه!!!
هذه الصفات المغرقة في النرجسية تنطبق كلها أو جلها على سلف بن علي في الحكم؛ إلا أن في بعضها ما ينطبق على صاحبنا و سأبرهن على ذلك كما يلي:
فبماذا نفسر أن كل من يتجرؤ على معارضة بن علي و يدعوه إلى مراجعة ما يصدر عنه مثلا من سياسات جائرة في حق مواطنيه يصبح عدوا لا بد من إقصائه بكافة الوسائل ؟
فالمعارض؛ في المنطق النرجسي؛ سيحاسب بجريرة نيته؛ كما تتراءى في المخيلة المريضة للنرجسي؛ وهي أن المعارض يهدف باستمرار إلى عمل واحد وهو سحب البساط من تحت أقدام الطاغية ليس بالمعنى الانقلابي؛ فذاك في نظر النرجسي بعيد المنال؛ولكن بمعنى خطف البريق منه؛ أي أن المعارض يصبح منافسا يهدد دائرة الضوء الاصطناعية الوهمية التي نسجها الإعلام و المتسلقون من حوله بالانحسار التدريجي. و أنفق من أجلها و مايزال المليارات.
فلا طاقة لبن علي أن يتحمل رؤية معارضة مستقلة عنه و مختلفة؛ فلا عجب؛ في ظني؛ اذا رأينا بن علي يتصدى بمختلف الوسائل إلى النخبة المتنورة و القادرة على الاختلاف معه؛ فينفق المليارت ويسخر االطاقات؛ قنزوعية كانت أم مادية لمحاصرة هذه النخبة المعارضة وايذائها وقتلها إذا لزم الأمر.
ولعل من أوائل ضحاياه من هاته النخبة في تاريخ تونس الحديث الشهيد عثمان بن محمود رحمه الله على سبيل المثال لا الحصرو هو الدليل الاكبر علىالحالة الخطيررة و المدمرة التي برزت بمجرد اقترانها بالسلطة! ثم تتالت الجرائم على أيدي من هم على شاكلته ممن قتلوا باقي الشهداء يرحمهم الله أو تسببوا في إحلال الإعاقات المختلفة لآخرين عجل الله شفاءهم وأذقه الله مما عانوه واحدا واحدا بسبب أوامره بتعذيبهم أوبسبب حرمانهم حق الحياة ا نه على كل شيء قدير و بالاجابة جدير امين.
ويبقى الهدف في النهاية واحد هو الإقصاء ولا شيء غير الإقصاء بمختلف الوسائل؛ فهو ليست لديه القدرة على أن يفقه أن الاختلاف من سنن الله في خلقه. فتصبح بالنتيجة الغاية لديه (هنا ألإقصاء) تبرر الوسيلة حتى لو كانت هذه الوسيلة ابتكار فنون التعذيب المختلفة والاستمتاع بها ولم لا القتل و التشريد؛ فتبت يداه!!
وقائمة نماذج السلوك السادي النرجسي طويلة؛ اسمحوا لي؛ أيها القراء الكرام؛ أن أذكرالبعض منها للتاريخ و كشهادة مني؛ وكذلك منكم: أنتم أيها المناضلون ضد الجور الذين اكتويتم بنار نرجسيته و ساديته كل علىالقدر المقدر له في تونس و خارجها.
مساهمته في إطالة معاناة مواطنيه أثناء حدوث بعض الكوارث في تونس بمنع المساعدات القادمة من إخوانهم من بعض التيارات السياسية الوطنية و على رأسها حركة النهضة من منطلق نفس المنطق الذي يحكم السلوك النرجسي فلا أحد غيره جدير بان يقرن اسمه بعمل يذكره التاريخ لأنه؛ والحالة تلك؛ يرى نفسه محور التاريخ بدون منازع.
وهو الذي أنفق المليارات من مال الشعب لينشئ ما يسمى بوكالة الاتصال الخارجي لتلمع الصورة القبيحة لنظامه في الخارج.
وأنفق المليارات ليحرك آلته الإعلامية الجهنمية لتطبل له بالليل و النهار؛ لا تفتر عن اللهج بذكره صباحا مساء؛ و تتصدر صوره كافتها وسائل الاعلام؛ و لا يكاد يخلو من صورته متجر من متاجر تونس فضلا عن المؤسسات العمومية في محاولة بائسة لتذكير الناس باطلا و كفرا انه رازقهم فتبت يداه ثانية !!
التنكر للضمير الجمعي
ونقصد به التنكر لكافة المعايير و القيم التي اتفق عليها أبناء المجتمع الواحد؛ يتقاسموها و يعودون إليها في كل الأحوال لانها صمام الامن و الامان لديهم. فصفة التأله المرتبطة
بالسلوك السادي و النرجسي لرأس الدولة و التي زاد من تعميقها و تغذيتها الانتهازيون و المتملقون ممن هم على شاكلته و وسائل تطبيله الإعلامي تجعله يتجرؤ على دوس كثير من قيم المجتمع التونسي فلا يرتبط بأي معيار منها بسبب ذلك الاعتقاد الأعمى الذي ذكرناه في أن كل ما يصدر عنه لا يأ تيه الباطل من بين يديه و لامن خلفه فهو على حق دائم بفعل غياب كذلك تلكم القدرة التي يتميز بها الأصحاء على مراجعة ما يصدرعنهم؛ فلا أحد بحكم هذه الحالة قادر على مراجعته أو معارضته أو نقده.
فالرحمة و التسامح مثلا من أبرزالقيم التي يتصف بها مجتمعنا التونسي عبرالقرون الخوالي الا أنها مع السلوك السادي لبن علي لا معنى لها؛ وهي دائما مقترنة لديه ولدى رفاق دربه بأداة النفي لآ: فلا رحمة و لا تسامح مع الخصوم و الا فبماذنفسر:
اصداره للاوامر بالتعرض للمؤمنات العفيفات في الأسواق و الشوارع لنزع حجابهن بالقوة وترويعهن؟
وبماذا نفهم أوامره بقطع الأرزاق وبتجويع الأطفال و النساء و الشيوخ و بترويع الآمنين منهم عبر زيارة جلاوزته أو قنازعه لمنازلهم ليلا بصفة متكررة؟
وبماذ تريدونني أن أفقه تطليقه ظلما و بهتانا للعديد من النساء من رجالهن فيتم الابناء الابرياء؟
و كيف نفسر...
ومن الذي سمح؛ أخيرا وليس آخرا؛ بتعنيف أسياده من المحامين الاستاذين العياشي الهمامي و عبد الرزاق الكيلاني و حرم زملاءهما من أبسط حق وهوحق
الاعتصام السلمي في دار المحامي بالعاصمة حتى النساء لم تسلمن من التعنيف في بلد حقوق المرأة كما يزعم!!
بل كيف أفهم دوسه لما هو معلوم من الدين بالضرورة كوجوب زيارة المريض فسمح لقنازعه بمنع الاستاذين محمد النوري وسمير ديلو من زيارة المجاهد اخينا الهاشمي المكي الرابض
في منزل عبد الرحمان ببنزرت كالطود الشامخ رغم الداء و الاعداء عجل الله شفاءه؟
و من الذي تكفل بحماية مغتصبي الاخ الواعر حفظه الله من العقاب العادل؟
حتى الموتى يا اخوتي كان لهم من ساديته وليس من سيادته نصيب! فكم مرة يقع تعطيل نقل جثمان احد المواطنين أو المواطنات بتعلة ان الزوج لاجئ سياسي من المعارضة ؟؟
اني لا أستطيع فهم هذا السلوك دون هكذا فهم: ربط عدوانيته بخلفية السلوك السادي والنرجسي المرضي. جنبني الله و اياكم هكذا أمراض امين.
هذه نبذة جد مختصرة من جرائم السادية التي أرى فيها راس الدولة يتلذذ بعذابات المواطنين باصراره على تكرار إصدار الأوامر لقنازعه في ربوع الخضراء لتنفيذها فورا متنكرا لكل الأعراف الإنسانية والقيم المجتمعية فتبت يداك ثالثة! فلقد تفوقت على أبي لهب!!!
وأنا بصدد وضع اللمسات الاخيرة لهذا المقال بلغني ما سمح به بن علي لقنازعه من اعتداءات وحشية جبانة في حق أسياده من الاساتذة المحامين و الأستاذات المحاميات صبيحة الثلاثاء 23ماي 2006حيث عمدت حسب؛ الوسط التونسية و موقع نهضة نات و تونس نيوز و موقع الحوار نات؛ قواة ضخمة من البوليس انتهاك حرمة قصر العدالة و دار المحامي و الا عتداء بالعنف الشديد على العزل من أبناء تونس الاشاوس من المحامين حتى هيئة كتبة المحامين؛ حسب الوسط التونسية؛ لم تسلم هي الاخرى من هستيريا الاعتداءات وبذلك يتأكد للمرة الألف صحة ما نحن بصدد تحليله وتتضح لنا أكثر معالم السلوك السادي والذي اتخذ هذه المرة مشهد التعنيف الجماعي الذي أمر الطاغية عتاولة قنازعه باخراجه بامتياز على ساحة دار القضاء و دار المحامي لتبلغ اللذة و المتعة لديه أوجها!!!
وأختم بالحديث عما اصطلح الدارسون علىتسميته ب:
Le comportement paranoïaque
Et la phobie sociale
أحسب أن هذه الحالة هي النتيجة الحتمية لمن سار أشواطا متقدمة في المرض السادي و النرجسي
و ما يميز اصحاب هذا السلوك:
Le paranoiaqie
انعدام الثقة في الآخر وان كان أقرب المقربين؛ وهو ما يعكس في الحقيقة المشكلة الأصلية
التي سبق و أن تحدثنا عنها في المقال الأول؛ وهي انعدام الثقة بالذات؛ وأصحاب هذه الحالة إذا توفروا على سلطة ما تميزوا بقدرة فائقة على فرض منظومة رهيبة استباقية ووقائية في دواليب تسيير الدولة؛ بحيث يصبح كل مسؤول في نظامه يعيش حالة طوارئ قصوى كسيده تماما أحب أم كره؛ حالة طوارئ في العلاقة بالمواطنين تترجم في النهاية حالة الرعب الشديد حتى من ابسط الأمور؛ وهي حالة من الهستيريا المنبثقة من حالة انعدام الثقة بالجميع في علاقة جدلية مع حالة الرعب لكنها متصاعدة نحو حالة من الفوبيا الاجتماعية؛ فالويل كل الويل لمن يتجرؤ ويخرج عن هذه المنظومة العلائقية بالآخرداخل السلطة أو خارجها وفي أدق تفاصيلها مهما كانت بسيطة.
ولا أرى تجرؤ رئيس منطقة الأمن بجندوبة؛ ( على سبيل المثال لا الحصر؛ بإصدار أمر بمنع تأبين المناضل المرحوم عادل العرفاوي بمقر الاتحاد الجهوي بالولاية )؛ يخرج عن هذا الإطار وعن هذه المنظومة الرهيبة.
منظومة تجعلهم يرتعبون من الناس أحياء وأمواتا؛ إنها المنظومة التي ما تنفك تخنق و تخنق إلى حد الإغماء؛ بل و تسمم حياة الجميع: القائمين عليها و المكتوين بنارها من أبناء بلدي على حد سواء!
أما صاحبنا؛ فقد بلغت به حالة الفوبيا الاجتماعية؛ بما هي حالة الرعب الشديد من المواطنين و مكونات مجتمعنا المدني؛ حالة جعلته ينفق المليارات من أموال الدولة على وسائل حمايته الشخصية في القصر؛ ففرق الإنقاذ الأجنبية؛ التي سمعنا عنها كثيرا؛ في حالة تأهب دائمة؛ جاهزةفي أي لحظة من الزمن لتهريبه خارج البلاد إذا جد الجديد.
أما عن وسائل الحماية الاستباقية التي جهز بها قصره فإنها تفوق في كثافتها و تطورها وسائل حماية رئيس دولة عادي؛ بحيث تحول القصر إلى قلعة لا يقدر حتى الجن الأزرق على دخولها دون أن تتفطن إليه وسائل التنصت و الرصد بما جعل من الرجل سجين قلعته و حالته المرضية بامتياز!!!! رهين المحبسين حقا على حد قول ابي العلاء المعري!!
و أ ختم بمثال أخير و ليس آخرا يجسد هذه الحالة المرضية وهو أن عدد رجال الأمن في تونس يفوق عدد رجال الأمن في فرنسا ذات الخمسين مليون نسمة. فهل هناك ما هو أكثر دلالة عن حالة الفوبيا الاجتماعية التي يتلضى بنارها بن علي ليلا و نهارا؟! و صدق رسول القيصر عندما قال في عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه و أرضاه: عدلت فأمنت فنمت.
شهادة لله:
أود في الختام؛ وباعتباري مواطنا تونسيا عظم عليه ما يحدث في بلده تونس؛ أن أشهد الله و ملائكته على أني في يوم من
الايام و جهت باسمي الشخصي إلى السيد بن علي المطالب التالية إذا بقي في ضميره ذرة من خير وأراد حقا أن ينقذ نفسه و مواطنيه من طاحونة العذاب التي وضع نفسه و شعبه فيها عبر العنف المنهج أوامرا و ممارسة طيلة عشريتين أو أكثر .
أولا: أن يصدر أوامره؛ وهو الذي يتوفر على صلاحيات دستورية تخول له ذلك؛ بالايقاف الفوري لكافة أشكال العنف والهرسلة النفسية في حق مواطنيه فورا؛ ومعاقبة من يجرؤ على ذلك في الحاضر والمستقبل.
ثانيا أن يطلق سراح كافة مساجين الرأي دون استثناء و أن يسن عفوا تشريعيا عاما تجبر به الاضرار و يعود المنفيون بموجبه إلى بلدهم تونس.
ثالثا : أن يطلق الحريات و يقنن الاحزاب و الجمعيات و يفسح المجال لانتخابات حرة لايكون هو طرفا فيها.
رابعا أن يعرض نفسه على المختصين؛ اذا شاء؛ ليفهم و يعالج في ذاته عوامل المنزع العنيف و المدمر الذي انتهجه منذ مايفوق العشرين سنة في علاقته بمواطنيه.
خامسا أن يتوب توبة نصوحا عن الاثم باعتباره مسلما ابن عائلة مسلمة ابن وطن مسلم ولا ينسى قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم صدق الله العظيم
و لاينسى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
اللهم إني قد بلغت؛ كما بلغ غيري؛ فاشهد؛ اللهم إني قد بلغت؛ فاشهد؛ اللهم إني قد بلغت فاشهد.
أما اذا أصر سيادته على ما درج عليه منذ ما يفوق العشرين سنة كما ذكرت؛ فاني و الحالة تلك؛ أشتم رائحة نهاية بائسة و مصير تعيس. و أحسب في الختام أني قد وفيت الرجل جزءا من حقه فهل من مكمل؟! و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ملاحظة: نصحني بعض الإخوة وبعض الأخوات اثر قراءتهم للجزء الأول من المقاربة بتجنب الإشارة بالاسم إلى رأس السلطة في تونس؛ ومع احترامي الشديد لرأيهم قلت في نفسي: لقد قطع بن علي لحومنا؛ ويتم جزءا من أبنائنا؛ و قتل جملة من الشرفاء فينا؛ ورمل بعضا من نسائنا؛ و جوع وشرد الالاف منا؛ و تسبب في ما لا يحصى من الأمراض فينا.....ألا أكتفي منه؛ أثناء الكتابة عنه بذكر الاسم و نعته بالاصبع؟! وذاك لعمري؛ و في اعتقادي أضعف الايمان؛ و جزى الله الجميع خيرا
*أستاذ و سجين سياسي سابق سويسرا
*ال عمران اية 188 *الزمراية 53
* القنازع: نسبة إلى سيئ الذكر (حاشا اسمه) وأحد عتاولة الجلادين لأبناء وطنه محمد علي القنزوعي؛ والقنازع عبارة استخدمها احد الإخوة في مقال له على صفحات تونس نيوز فليعذرني في استعمال الكلمة دون العودة اليه.
* الجزء الاول من المقاربة؛ لمن يهمه الأمر؛ منشورة على صفحات تونس نيوز بتاريخ 11ماي 2006
*أنصح لمن يهمه مزيد الاطلاع قراءة كتاب السيدة ميلر أليس وقد نبشت صاحبته في طفولة كل من أدولف هتلر و جوزيف ستالين و بحثت في الطريقة التي تربى بها هذين الرجلين مما جعل منهما ما عرف عنهما من دكتاتورية تخفي ما لا يحصى من الامراض و العقد النفسية
Racine de la violence dans l'éducation de l'enfant
Alice Miller. Edition Aubier. Paris 1983


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.