أغلب المؤسسات الصناعية تعيش بالخسارة وغير قادرة على المنافسة في السوق بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، وسنعمل على طريقة عمل وتسويق بعض المؤسسات العمومية الخاسرة ماديا وإرساء منوال ونهج صناعي جديد لانقاذ هذه المؤسسات… ادى وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة السيد محمد صالح بن يوسف أمس زيارة عمل الى ولاية بنزرت حيث اشرف على جلسة عامة حول واقع وآفاق قطاع الصناعة ووضعية المناطق الصناعية بالجهة وذلك بمقر القطب التكنولوجي للصناعات الغذائية بمنزل عبد الرحمان. كما اشرف قبل ذلك السيد صالح بن يوسف على موكب توقيع اتفاقية شراكة بين القطب التنموي وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة وذلك بهدف تطوير قطاع الصناعات الغذائية ومواجهة تداعيات أزمة كوفيد وذلك بحضور السيدة "فاطيماتا سو سيديبي" رئيس مكتب برنامج الاغذية العالمي بتونس والدكتورة سكينة بوراوي المديرة التنفيذية لمنظمة " كوثر" في جامعة الدول العربية الى جانب حضور والي الجهة محمد قويدر وثلة من المسؤولين على قطاع الصناعة والتنمية والاستثمار ورؤساء البلديات بولاية بنزرت كما اطلع الوزير خلال هذه الزيارة على بعض المؤسسات الصناعية الناشطة بالجهة على غرار شركة "فيبا" التابعة لمجمع "اونتاك" المتخصص في صناعة المكونات الكهربائية والإلكترونية وشركة "اونتيلا اكسبور" للتصدير بالمنطقة الصناعية العزيب في معتمدية منزل جميل الى جانب الزيارة التي أداها الى المنطقة الصناعية باوتيك أين عاين عن قرب الوضع البيئي والصحي الموجود كذلك وضع بعض المؤسسات المنتصبة بالمنطقة. وعلى هامش هذه الزيارة أكد السيد محمد صالح بن يوسف في تصريحه لمراسل "الصريح اون لاين" ببنزرت على أهمية النسيج الصناعي بولاية بنزرت الذي يضم حوالي 14 فضاء إنتاج مخصص للأنشطة الصناعية تمتد على مساحة جملية تقدر بنحو 395 هكتار وتصل عدد المؤسسات الصناعية بالجهة الى 255 مؤسسة توفر أكثر من 50 الف موطن شغل ويحتل نشاط صناعة النسيج والملابس المرتبة المرتبة الأولى من حيث عدد المؤسسات بنسبة 33 % وتوفير أكثر من 40 % من عدد مواطن الشغل ويحتل نشاط الصناعات الغذائية المرتبة الثانية بعدد 37 مؤسسة لكنه بالمقابل يحتل المرتبة الاخيرة من حيث عدد مواطن الشغل رغم ما توفره الجهة من إنتاج فلاحي وهو ما يفسر صعوبة تثمين المنتوج الفلاحي رغم وجود القطب التكنولوجي للصناعات الغذائية بمنزل عبد الرحمان وأشار الوزير في تصريحه إلى أن المشاكل التي تم طرحها بالنسبة للمناطق الصناعية في ولاية بنزرت فقد أصبحت مشاكل عامة بالنسبة لكل الفضاءات الصناعية في تونس سواء من ناحية البنية التحتية او البيئية سنحاول معالجتها في اقرب وقت ممكن لكنني أرى أن المشكل الاهم هو مشكل البنية التحتية "اللامادية" وهي المعادلة بين التكوين المهني او الجامعي والصناعة حيث إن عملية التكوين لا تتماشى ومواطن الشغل المتوفرة عبارة على أننا بصدد تكوين "البطالة" وقال : حاليا نحن نسير في منعرج منظومة تكوين صناعة جديدة لمزيد الارتقاء القطاع وتطويره… وبالنسبة للصعوبات التي تعيش على وقعها بعض المؤسسات العمومية كشركة الأسمنت ببنزرت أو مصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة أو المجمع الكيميائي أو غيرها قال الوزير أن كل هذه المؤسسات بصفة عامة تقريبا بصدد خسارة الاموال باستثناء ربما البنوك او بعض المؤسسات الأخرى مثل "الافي" اللذين بصدد ربح الأموال وهذا يعود ربما الى ارتفاع التكلفة عند الإنتاج وبالتالي أصبحوا غير قادرين على المنافسة في السوق او لأن منوال الشغل بهذه المؤسسات لم يعد يتماشى والوضع الموجود، ومن غير الممكن ضخ مزيد من الاعتمادات المالية بالنسبة لهذه المؤسسات ربما لان ذلك لن يؤدي الى اي نتيجة او ايقاف النزيف وبالتالي نحن الان بصدد إيجاد منوال او نهج صناعي جديد بالنسبة لشركة الفولاذ وهناك مشاريع جديدة لتخفيض كلفة الإنتاج بالنسبة لبعض المؤسسات حتى تتفادى مزيدا من الخسائر بل تصبح هذه الشركات على الأقل قادرة على تغطية نفسها كما طلبنا حسب قوله مزيدا من تسهيل قانون المعاملات للمؤسسات العمومية على غرار ما هو موجود بالمؤسسات الخاصة لتفادي التعطيلات والاجراءات الإدارية المطولة التي تعرقل سير العمل بداخلها هذا وأعلن الوزير في ختام حديثه عل تعيين السيد منير مخلوف كرئيس مدير عام جديد لمؤسسة الفولاذ.