"النّجوم" لا تنزل إلى الأرض و لا تختلط بساكنيها " النّجوم" لا تذهب إلى الأسواق ولا المغازات و لا الحدائق العموميّة و لا المقاهي الشّعبية... فهي تخاف على بريقها أن يخفُت لمعانه إن قرُب منها عاشق لها من أهل الإنس أو رغب في لمْسها ولو بلطف و حذر...... و إن صادف أن تواضعت و نزلَت و مشَت ، مُجبرة ، بين النّاس... فإنّك تعجز عن مصافحتها أو تقبيلها أو التّحدّث إليها أو أخذ صورة تذكارية معها....فإنّ طوق فيلق حمايتها الشّخصية المَنيع سوف يمنعك ، بحزم وشدّة إن لزم الأمر ، من نيل مبتغاك مهما حاوات....وما عليك ، لتراها عن قرب ، وتبوح لها ، مباشرة، بإعجابك الهستيريّ بها و بفنّها و تلبّي حاجتك الملِحّة إلى إبتلاع شظايا نِعم أشعّتها الإبداعيّة الخلّابة ، ما عليك إذًا سوى دفع ضريبة تحقيق حُلمك ، بإقتناء تذكرة عبور إلى " حلَبة مملكتها" ، ولا يهمّ الثّمن ، ما دُمت قد غنمْت فرصة عمرك لتراها أمامك و هي تتلوّى وتتأوّه و ترجم أسماعنا بالنّشاز و ترتجل التّفاهات و الخزعبلات و تطالب الجمهور المتيّم بالمزيد من التّهليل و الهتافات محاولة إقناعنا بأنّها ، فعلا ، مبدعة في كلّ شيء و "نجمة" بحقّ و سلطانة المطربات... يا له من زمن أصمّ ساذج مقلوب يُكرَّم فيه التّافه المتطفّل و يُغيَّب الكفؤ المؤهّل المتمكّن الموهوب..