من حين لآخر يُطلَب منّي تغيير أسلوبي في التّلحين و إتّباع مسالك فنّية يعتبرها نُصّاحي بأنّها "حديثة" و متطوّرة و بالتّالي أنجع لبلوغ الهدف الأوحد بالنّسبة لكلّ فنّان في كلّ زمان ومكان ، ألا وهو نيل إعجاب النّاس و إنتشار أعماله بينهم و رسوخها في ذاكرتهم يقولون إنّ العصر قد تغيّر و معه تحوّلت حاجيات النّاس و أذواقهم و زوايا نظرتهم للأشياء كلام منطقي و معقول فالتّطوّر العلمي و التّكنلوجي فارض ، لا محالة ، مثل هذه التّحوّلات لكن، و مهما تطوّرنا ، هنالك ضوابط و مقاييس جمالية و أخلاقية من الأفضل أن لا تتّبع التّيار و لا تجاري نسق و نوعية هذه التّغيّرات، و إلّا فُرض على البلابل تعديل شدوها على مزاج أسماع هذا "الزّمن" ، و الأمواج تغيير صوت تلاطمها و الزّهور إقتباس ألوان أو أشكال أخرى لا علاقة لها بما تعوّدت عليه الأبصار و إرتاحت له منذ أن أبدع الرّحمان كلّ المخلوقات على البسيطة و ما حولها قد أغيّر نوعية حِبْري و منْظر قلمي و حجْم و صنف ورَقي، لكنّني لست قادرا على تغيير خطّي و أسلوب كتابتي و منابع و أزواد فكري لفَهم و تحليل و ترجمة خواطري و تجسيم خلاصةنفحات مخيّلتي فنّي غير قابل لأيّ تحوّل مفاجئ و مفروض. سوف أبقى هكذا كما كنت و كما أرجو أن أكون ولن أغير شيئا في مكوّنات خلايا الإبداع في ذاتي ، لأنّني هكذا خُلِقْت و هكذا أموت إن شاء الله