كتب: عدنان الشواشي كلّ خوفي أن نفقد الثّمرة النّاضجة الطيّبة الصّالحة المتبقّية لنا من مجمل محصول ثمار شجرة ثورتنا النّاعمة " الواعدة " المنهوبة المتآكلة ... خوفي على هذه الثّمرة النّاجية الوحيدة ، والحمد لله ، من سموم المبيدات و نهم الدّيدان و تفشّي الأدران.. هذه الثّمرة المباركة المتعافية تسمّى عند الشّعوب الواعية المتحرّرة المتحضّرة بحرّية التّعبير و تُعتبر بالنّسبة لهم ، من أقدس و أنبل و أثمن الحقوق التي لا يمكن لهم العيش بدونها و لا يسمحون لأيّ كان بإنتزاعها منهم لأنّها لا تختلف ، لديهم في شئ ، عن الهواء الذي يتنفّسونه و الماء الذي يشربونه و باقي ضروريات الحياة الضّامنة كرامة و سلامة و رفاه عيشهم و عيش قادم أجيالهم.... و للتّاريخ... فإنّ حرّية التّعبير هذه كانت و لا تزال و سوف تبقى من منغّصات المولعين بالكراسي العالية الدّائمة و الصّلاحيات المميّزة المطلقة الثّابتة ، و التّحكّم في الشّعوب بتكميم أفواهها و تكبيل عزائمها و إجبارها ، بقانون القوّة ، على الخنوع المذلّ و التّبعية العمياء و الإختصار في الكلام بما يشبه ثُغاء و مأمأة الخرفان.... خذوا ما شئتم ، لكن لا تحاولوا حتّى التّفكير بالمساس بقداسة ثمرتنا و شرعية حقّنا في إبداء رأينا بحريّة مطلقة في كلّ صغيرة و كبيرة لها علاقة بمصائرنا و مستقبل أبنائنا و بناتنا .. ولا تنسوا أنّنا نحن الذين إنتخبناكم وليس العكس...