كان أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي في انتظار خروج فريقهم من مباراة يوم أمس الأحد ضدّ مضيّفه الاتّحاد الرياضي بتطاوين بنقاط الفوز حتّى يؤكّد حسن استعداده وقدرته على الدّفاع عن حظوظه خلال المرحلة الحاسمة من منافسات بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لموسم 2019-2020 خاصّة وأنّ مختلف الأطراف المنتمية للنّادي تطمح لإنهاء الفريق لسباق البطولة في المرتبة الثّانية لضمان مقعد في مسابقة كأس رابطة الأبطال الإفريقية لسنة 2021... لكن تجري الرّياح بما لا تشتهي السّفن واكتفى السّي آس آس بنقطة يتيمة إثر تعادله مع منافسه (1 – 1). في الواقع كان بإمكان النّادي الرياضي الصفاقسي العودة من تطاوين بانتصار هامّ وثمين يجعله يخوض بقية السّباق بكلّ ثقة بالنّفس لولا سقوط الإطار الفنّي للفريق في أخطاء كان بالإمكان تفاديها. المتأمّل في التّشكيلة الأساسية التي مثّلت الفريق يلاحظ تعويل المدرّب فتحي جبال على عديد العناصر الشّابّة التي تعوزها الخبرة ولم تتعوّد على الظّهور في التّشكيلة بصفة منتظمة مقابل إبقاء عديد الأسماء المعروفة والتي تعتبر قيمات ثابتة على مقعد الاحتياط – الشّيء الذي حال دون قيام خطّ وسط الميدان بمهامّه بالشّكل المطلوب وبالنّجاعة المرجوّة. رغم غياب عدّة عناصر مؤثّرة مثل المدافعين حسين السيّد وحسام دقدوق ونسيم هنيد ومتوسّطي الميدان النّيجيري كينغزلي سوكاري والجزائري محمّد إسلام باكير اختار الإطار الفنّي للسّي آس آس اللّعب بالنّار ولم يعوّل في التّشكيلة الأساسية على لاعبي الخبرة مثل المدافعين محمّد بن علي ومحمّد علي الجويني ومتوسّطي الميدان الإيفواري كريس كواكو والجزائري رشيد آيت عثمان والمالي إبراهيما تانديا – الأمر الذي أدّى إلى عديد التّساؤلات حتّى قبل انطلاق المباراة عن "السرّ" الذي يقف وراء هذا الاختيار "الانتحاري". من جهة أخرى تأكّد لدى الجميع أنّ التّعويل على لاعب الارتكاز حمزة الجلاصي في خطّة قلب دفاع وعلى قلب الدّفاع علاء غرام في خطّة ظهير أيمن اختياران فاشلان بامتياز. في خطّ وسط الميدان عوّل المدرّب فتحي جبال على الثّالوث وليد القروي ومحمّد علي الطرابلسي وعبد اللّه العامري ضمن التّشكيلة الأساسية – وهو اختيار فيه الكثير من المغامرة والمجازفة اعتبارا لأنّ القروي لم يسترجع بعد نجاعته المعهودة بعد الرّاحة المطوّلة التي خضع لها إثر خضوعه إلى عملية جراحية على الأربطة المتقاطعة لركبته إضافة إلى أنّ الطرابلسي والعمري لاعبان شابّان وتعوزهما الخبرة لمثل تلك المواجهات. الاختيارات غير الموفّقة على مستوى تركيبة التّشكيلة الأساسية وكذلك الأداء الجماعي المهزوز وأسلوب اللّعب غير المقنع هي أهمّ العوامل التي حرمت السّي آس آس من الخروج بنقاط الفوز في مباراة أمس ومن العودة بالتّالي إلى المنافسات الرّسمية من الباب الكبير. في الواقع يمكن القول إنّ الفريق نجا في مواجهة أمس أمام اتّحاد تطاوين من هزيمة كان بإمكانها لو حصلت أن تدخله في أزمة يبقى في غنى عنها في الظّروف الحالية. ولا شكّ أنّ النّادي الصفاقسي كسب نقطة في حين أنّ منافسه خسر نقطتين إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مردود الفريقين في المباراة والفرص التي ضاعت من أقدام اللّاعبين. الإطار الفنّي لنادي عاصمة الجنوب يبقى في حاجة ماسّة إلى تعديل الأوتار على مستوى اختياراته والتّصرّف في الرّصيد البشري المتوفّر حتّى يكون بإمكان الفريق التّدارك في قادم المباريات ومواصلة مشواره في منافسات بطولة الرّابطة المحترفة الأولى بحظوظ وافرة في المحافظة على مركزه الثّاني في التّرتيب وتحقيق هدفه المنشود المتمثّل في حجز مقعد في منافسات كأس رابطة الأبطال الإفريقية في نسختها القادمة.