مهما كان المجال الذي تشتغل فيه ، فإنّه من الأفضل لك بل و من الواجب أن تتحكّم في ما ينطق به لسانك و تنتقي ، جيّدا ، مفردات و عبارات كلامك كي يكون تواصلك المباشر و غير المباشر مع كلّ النّاس نافعا لك و لهم و مرفّعا من شأنك بينهم و من درجة نجاحك في حياتك و مجالك و أعمالك... و من يظنّ عكس ذلك و يعتقد أن الإنحراف عن مناهج الأدب و اللّباقة و اللّياقة و إحترام مشاعر النّاس و تقاليدهم و ثوابتهم الأخلاقية وخصوصيّاتهم الشّخصية و الحميميّة ، من شأنه أن يُلفِت به الإنتباه و يُكسِبه المزيد من لُقَم الإثارة و نِسب الشّهرة و الأرباح و إهتمام منابر الإعلام و النّاس به و كثرة جدَلِهم حوله من الصّباح إلى الصّباح ، فهو مخطئ في حساباته و تكتيكاته لأنّ النّجاح المبني على الحيلة و " الخنن " و إستدراج النّاس بالطّعوم البرّاقة الفاسدة التّالفة لن يُثمر طويلا و مآل صاحبه ، حتما ، دهاليز الخيبة و النّدم و اللّعنة ، حاشاكم ، و التّقهقر و الإفلاس... إذ كلّ لفْظ أو سلوك أو عمل مفطوم عن الأدب و التّعقّل و الأخلاق لن ينضج صاحبه ولن يفلح و لن يكبر مهما شفط و نطر و سلب من شهرة و جاه وخزّن من فوائد و أرباح....