جاء في المدونة السنية أن عاشوراء هو يوم من أيام الله يقابل العاشر من شهر محرم وهو مناسبة كان اليهود يصومون فيها تعظيما لله وشكرا له على أن نجى النبي موسى عليه السلام ومن تبعه من بني إسرائيل مما كان فرعون وجنوده يرتبون لهم من مصير بعد أن تمردوا و خرجوا عن طاعته ورفضوا سياسته الظالمة . ولما قدم النبي عليه السلام المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم ويعدونه يوما صالحا في عملية استحضار للملحمة التاريخية التي حصلت في زمن موسى عليه السلام انتهت بغرق فرعون وجنوده فقال الرسول الأكرم أنا أحق بموسي من اليهود و أمر المسلمين بصومه وقد صادف حسب الرواية التاريخية أن كان مقتل حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن الإمام علي في موقعة كربلاء الشهيرة التي مثلت منعرجا ثانيا في التاريخ الاسلامي بعد حادثة الفتنة الكبرى المنعرج الأول في موضوع مشروعية الخلافة ومن أحق بالحكم وتولى السلطة في نفس اليوم من شهر محرم سنة 61 هجرية / 680 ميلادي. إن المهم في تناولنا لهذا اليوم الرمز أنه كان محطة لتقسيم الأمة الإسلامية وشكل اختلافا حادا زاد من حالة تمزقها بين أهم طائفتين فيها وهما السنة والشيعة. ففي الوقت الذي كان أهل السنة يعدون عاشوراء يوما للتقرب إلى الله من خلال شعيرة الصيام و تعظيما وشكرا له على نصرته للفئة التي استضعفها فرعون مصر ومحطة لاستذكار نجاة النبي موسى وقومه بعد مطاردة الجند لهم مما جعل هذا اليوم حدثا لاستحضار الانتصار التاريخي على الاستبداد ومناسبة لإعلاء الفرح والحبور لما حصل من هزيمة فرعون .. ففي الوقت الذي كانت فيه هذا اليوم حدثا للفرحة والفوز ورفع المعنويات تحول عند الشيعة مع مقتل الحسين إلى حدث للحزن ومناسبة لإعلان الهزيمة وإقامة مهرجان العويل ولطم الخدود وإراقة الدماء على الأجساد وتوريث الأحقاد والضغائن للأجيال وتحويل حدث تاريخي أليم إلى طقس من طقوس التعبد و مقدس من المقدسات الدينية تم تغليفه بكم كبير من الأوهام والجهالة وغسل الأدمغة بالخرافة فما يحصل في حسينيات الشيعة كل عام قد تحول إلى معتقد إيماني أسس قاعدة دينية تقول إن الشيعي لا يكون شيعيا إلا إذا احتفى بذكرى اغتيال الحسين بالصراخ والعويل والدم. هذه عاشوراء عند أهل السنة وأهل الشيعة .. هو يوم واحد، فئة جعلت منه ذكرى انتصار وفرح على الظلم والاستبداد ومناسبة لتعظيم الله على أن نصر الفئة المستضعفة فكان موعدا مع ربط الصلة بالله من خلال الصوم وفئة حولت هذا اليوم إلى يوم ندب وعويل وإراقة الدماء من الأجساد وتحويل حدث تاريخي أليم إلى معتقد ديني غلف بكم هائل من الخرافة والوهم.