أريد أن أفهم.... كم ستكلّفنا عملية ترميم و تجميل مدارسنا المتهاوية المتهالكة التّعيسة المخجلة تلك المنتثرة في كامل تراب تونسنا المعوّلة أساسا على عنصرها البشري المتعلّم المبدع الخلّاق ؟ ألسنا قادرين على جعلها منارات جالبة لترغيب أبنائنا و بناتنا في قصدها بشغف و معنويات عالية و سعادة غامرة لتلقّي العلم و تقويم الشّخصية و إثبات الذّات .. ألسنا قادرين على توفير مقاعد مريحة و ساحات فسيحة مليحة وإصلاح سقوف تقطر و نوافذ دون بلّور و أبواب لا تُفتَح ولا تُغلَق؟ أليس في مقدورنا إحداث دورات مياه لائقة و ضامنة لسلامة فلذات أكبادنا من أيّ إستهداف "جرثومي" خبيث لا سمح الله ؟ هل عجزنا عن تسييج مدارسنا تسييجا مانعا إقتحامها من الصّعاليك و المخرّبين و مروّجي السّموم و نشّالي الهواتف و المحافظ و الأحذية و حتّى السّراويل و القمصان؟! مدارسنا يا ناس ثروتنا الأثمن و الأبقى و الأنفع و الأجدر بالحفاظ على سلامة و نقاوة و نسق تدفّق خيرات منابعها.... المدرسة سلاحنا الأوحد لمحاربة الجهل و محو الأمّية و إرساءأسس كرامتنا و تألّق و تحضّر مجتمعنا... أعلم أنّه لنا نواقص كثيرة مهولة في مجالات حياتية أخرى... لكنّ المدرسة تبقى و يجب أن تبقى من أولويات أولوياتنا... لأنّنا بدونها قد نصبح ، لا سمح الله، شعبا لا يتوق إلى أبعد و أكثر من الأكل و الشّرب و التّناسل و النّوم