على إثر انتهاء مباراة كأس السّوبر التي جمعت مساء يوم أمس الأحد بالملعب الأولمبي حمّادي العقربي بين التّرجّي الرياضي التّونسي والنّادي الرياضي الصفاقسي وفوز التّرجّي بواسطة الرّكلات التّرجيحية وتتويجه بالتّالي بالكأس انطلق جانب هامّ من أحبّاء نادي عاصمة الجنوب في توجيه انتقادات شديدة للمدرّب فوزي البنزرتي ومساعديه بسبب فشل اختياراتهم وسقوط حساباته في الماء ليخسر الفريق لقبا كان في المتناول أمام منافس منهك القوى فقد الكثير من نجاعته المعهودة خلال الأسابيع الماضية – وبالتّحديد منذ استئناف المنافسات الرّسمية بعد راحة دامت أكثر من 5 أشهر ونصف بسبب جائحة فيروس كورونا. ما يعيبه أحبّاء الأبيض والأسود على الإطار الفنّي لفريقهم هو اكتفاؤه بإحباط خطط التّرجّي ومنعه من الوصول إلى مرمى الحارس أيمن دحمان من خلال اعتماد رسوم تكتيكية ترتكز أساسا على إحكام غلق المنافذ والضّغط على حامل الكرة والمحاصرة الفردية لمهاجمي المنافس دون أن تكون هناك استراتيجية واضحة على مستوى البناء الهجومي والانتقال من الحالة الدّفاعية إلى الحالة الهجومية – وهو ما يفسّر فشل السّي آس آس في خلق ولو فرصة تهديف حقيقية واحدة طوال المباراة. في الواقع - ومن خلال الخطّة التي اعتمدها المدرّب فوزي البنزرتي من بداية المباراة إلى نهايتها - كانت غاية النّادي الرياضي الصفاقسي استنزاف قوى التّرجّي الرياضي وإحباط خطّته من خلال السّعي لعدم قبول أهداف دون التّفكير في مباغتته باعتماد ورقة الهجومات المعاكسة. ويتجلّى ذلك من خلال عدم تحكّم لاعبي السّي آس آس في الكرة داخل مناطق التّرجّي والتّسرّع في التّخلّص من الكرة - الشّيء الذي أدّى إلى تعدّد التّمريرات الخاطئة وإلى السّقوط في فخّ الكرات الفضائية التي ذهبت أدراج الرياح. الأمر الواضح هو أنّ المدرّب فوزي البنزرتي راهن على الوصول إلى الرّكلات التّرجيحية أكثر من مراهنته على صنع اللّعب واعتماد أسلوب لعب ورسوم تكتيكية بإمكانها أن تسمح للفريق بخوض المباراة بحظوظ وافرة في كسب المواجهة والحسم في أمر اللّقب قبل الوصول إلى ركلات الحظّ. المدرّب فوزي البنزرتي نفسه اعترف باعتماد استراتيجية دفاعية وخطّة حذرة. وقد صرّح لوسائل الإعلام عقب اللّقاء أنّ فريقه كان منظّما وأنّ أداء الدّفاع كان جيّدا ونجح في منع التّرجّي الرياضي من فرض أسلوبه. كما شدّد مدرّب السّي آس آس على أنّ إضاعة الرّكلة التّرجيحية الخامسة والحاسمة هي التي حرمت الفريق من التّتويج بالكأس. هذا التّصريح يؤكّد أنّ فوزي البنزرتي عوّل أساسا على الجانب الدّفاعي وكان يفكّر حتّى قبل انطلاق المباراة في بلوغ الرّكلات التّرجيحية. من جهة أخرى كان المدرّب فوزي البنزرتي محلّ انتقادات شديدة من قبل أحبّاء السّي آس آس وغيرهم من الجهات بسبب الاختيارات الفنّية الخاصّة بتغييرات اللّاعبين في الشّوط الثّاني والتي كانت جلّها عشوائية وغير مقنعة. الأكيد أنّ الغاية من هذه الانتقادات الموجّهة للإطار الفنّي للنّادي الرياضي الصفاقسي ليست التّشكيك في قيمة المدرّب القدير والمحنّك فوزي البنزرتي... لكنّ الأخطاء الفنّية والتّكتيكية كانت جليّة ولم يكن هذا المدرّب موفّقا في اختياراته وفي اجتهاداته ويتحمّل قسطا هامّا من المسؤولية في مرور السّي آس آس بجانب الحدث والتّفريط في لقب هامّ كان يبدو في متناوله وكان في أشدّ الحاجة إليه.