الطبقة السياسية التي ابتلينا بها منذ 2011 الى يوم الناس هذا، لا كفاءة سياسية لديها ولا ثقافة اقتصادية ولا قدرة على الحكم و القيادة، هي فقط في غالبيتها الساحقة مجموعة من الهواة والمبتدئين المتعطشين للسلطة والجاه والمناصب هؤلاء السياسيين الذين ابتلانا بهم رب العالمين ، فشلوا في استكمال مؤسسات الدولة الدستورية من هيئات مستقلة الى المحكمة الدستورية فشلوا في النهوض بالاقتصاد و في تحقيق التنمية الشاملة و المتوازنة فشلوا بل وصلوا حد محاولات العبث بالمؤسسة الأمنية، لكن هيهات فشلوا في التصدي للاختراقات الخارجية بل بعضهم عملاء لدى قوى و لوبيات داخلية و خارجية فشلوا في تطوير البنية التحتية ، فشلوا في معالجة البطالة و الفقر و الفساد المستشري في كافة أجهزة الدولة فشلوا في الاهتمام بالقطاع التربوي و التعليمي سواء كان ابتدائي أم ثانوي أم عالي ، فشلوا في انقاذ القطاع الصحي و المحافظة و حماية العاملين فيه ، فشلوا في الرياضة و الثقافة و بقية المجالات و القطاعات ، فكيف سينجحون في التصدي و قيادة الحرب ضد الكورونا العنيد ! بما أن فاقد الشيء لا يعطيه و أقصد هنا أحزابنا الحالية غير القادرة على التأطير و على تكوين سياسيي المستقبل ، فلن نحصد سوى ما زرعنا و لن نجني سوى الأشواك ، كما أحمد الله أني تعلمت السياسة منذ بداية التسعينات عن طريق برلمان فرنسا عبر قناة ال LCP : La chaîne parlementaire و ليس عبر البرلمانات التونسية المتعاقبة الفارغة و الجوفاء نقول لهم منذ فترة و منذ بداية استفحال الكورونا ، أنه يتوجب اقرار حجر صحي شامل بالنظر لامكانياتنا الصحية و الاستشفائية المحدودة ، كما يتوجب تأجيل العودة المدرسية بالنظر لامكانياتنا و بنيتنا التحتية التعليمية الكارثية في كثير من الأحيان ، يكابرون و يتفلسفون و يعاندون من يفوقهم سنوات ضوئية سياسية و قدرات استشرافية ، مع هؤلاء الفشلة المكابرين ، كان الله في عون المواطنات و المواطنين المساكين .