العلاقة المتشنجة بين الأحزاب و الأطراف السياسية التونسية و التي تصل حد الدعوة للاقصاء و الاستئصال من الجذور تشبه لحد كبير العلاقة بين بعض فرقنا الرياضية و ما يسودها من عنف معنوي و حتى مادي في بعض الأحيان . لا أعتقد أن عدم الاحراز على لقب البطولة على سبيل المثال أو في المقابل على كرسي في البرلمان هو السبب الرئيس ، بل أننا اذا تأملنا جيدا ، سنجد قاسما مشتركا بين المجالين يمكن أن يفسر حجم الكره و الحقد و البغضاء ، هذا القاسم المشترك يتعلق أساسا بالاحساس بالظلم و عدم نزاهة المنافسة و شفافيتها ، ففي حين يتذمر المتنافسون في كرتنا المريضة من الجامعة المشرفة و من التحكيم و الإعلام و.... فان أحزابنا السياسية تتذمر كذلك من غياب قواعد المنافسة الديموقراطية النزيهة و الشفافة و المتعلقة بتمويل الأحزاب و توظيف الاعلام و استثمار الدين و العرق و الطائفة و العمالة و الاستقواء بقوى خارجية و غيرها من العوامل التي تكبل انتقالنا من الصراع الوجودي المدمر نحو المنافسة على البرامج و الأفكار و خدمة الصالح العام . أن العدل في كل القطاعات و المجالات هو أساس العمران ودونه يكون الخراب والطغيان .